ماحكم الصلاة على سجاده صلى عليها رجل أجنبي !! | بقلم أ.د روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات


ماحكم الصلاة على سجاده صلى عليها رجل أجنبي !! | بقلم أ.د روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات

ماحكم الصلاة على سجاده صلى عليها رجل أجنبي !! | بقلم أ.د روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات




 

من أغرب الأسئلة التي وردت لي، سؤال من إحدى طالباتي تقول فيه: أستاذتي بارك الله فيك، ما حكم صلاة المرأة على سجادة صلى عليها رجل أجنبي؟ وهل يجوز أن أضع سجادة أخرى فوقها وأصلي عليها؟

الجواب : هذا السؤال يتضمن ثلاثة جوانب  : الأول : حكم الصلاة على السجادة .

والثاني : حكم صلاة المرأة على سجادة صلى عليها رجل أجنبي  وهذا هو الجزء المستغرب في السؤال  

والثالث : حكم فرش سجادة فوق سجادة الصلاة . 

فأقول وبالله التوفيق والسداد : 

أما الشق الأول، وهو حكم الصلاة على السجادة، فلا حرج في ذلك شرعًا، إذ تُعتبر السجادة موضعًا طاهرًا يُحقق اليقين في طهارة مكان الصلاة. ويزداد هذا أهمية في المنازل التي يوجد فيها أطفال صغار قد يصدر منهم ما يُحتمل أن يُنجّس سجاد البيت، كالبول ونحوه.، وبهذا أخذ جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة . ودليل ذلك مارواه البخاري ومسلم والنسائي وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهي معترضة فيما بينه وبين القبلة، على فراش أهله، اعتراض الجنازة.  وكذلك مارراه الشيخان وغيرهما عن ميمونة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة ( أي الحصير الصفيره) وعند أحمد : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير، وعلى الفروة المدبوغة" .

لكن يستحب ألا يكون بها نقوش ولا أعلام ولا زخارف حتى لا ينشغل المصلي بها عن الصلاة ، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع ستارة كانت في قبلته وهو يصلى ، لأنها كانت بها أعلام ونقوش ، وعلل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها تشغله عن الصلاة .

وأما الشق الثاني للسؤال وهو حكم صلاة المرأة على سجادة صلى عليها رجل ، فأقول : لا حرج على المرأة أن تصلي على سجادة طاهرة صلى عليها أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والدليل أن لا دليل على المنع ، والأصل في الأشياء الإباحة .

وأما الشق الثالث من السؤال  :  حكم فرش السجادة فوق السجاد للصلاة ، أقول : يفعل بعض المصلين اليوم أن يدخلوا المسجد حاملين سجادتهم الخاصة، ويفرشونها فوق سجاد المسجد، وغالبًا لا يُقصد بهذا الفعل الترفع عن السجود على سجاد المسجد الطاهر بلا شك بل تكون له أسباب متعددة، منها:صلابة الأرض أو عدم الراحة أثناء السجود ، أو دوافع صحية، مثل الوسوسة بشأن طهارة موضع الصلاة ، أو الوقاية من انتقال العدوى، خاصة في أوقات الجوائح ، تجنب استنشاق الأتربة والغبار الذي قد يعلق بالسجاد، أو غير ذلك من الأسباب التي تجعل الطمأنينة إلى فرش السجادة على السجادة أقرب من السجود على سجاد البيت أو المسجد مباشرة ، فإذا كان الداعي مثل هذه الأسباب ونحوها فلا حرج إذ لا ضرر ولا ضرار ، ومن دلالات التقوى أن يدع الإنسان مايريبه إلى مالا يريبه ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك." متفق عليه ، أما في واقعة السؤال فلا تحتاج لذلك لأن السجادة التي صلى عليها رجل طاهرة ، فلا يوجد سبب مقبول  لفرش أخرى فوقها . والله تعالى أعلى وأعلم .




Share To: