تبعات الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


تبعات الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
تبعات الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



السلام عليكم ، 

تبعات الحب : 

سرَت البرودة في أوصالي لم أكن أعلم أنَّ وجودك كان مصدر الدفء بالنسبة لي ، صِرت أشعر بالغربة ولو كنت وسط حشد كبير من البشر ، صرت أبغض الحياة ، أبتعد عن كل ملذاتها فقد صِرت أرى أنها فقدت كل معانيها بعد فِراقنا ، لم يَعُد لها نفس المذاق ، لم أَعُد أملك نفس الشغف تجاهها ، لم يَعُد لديّ متسعاً من الصبر لتحمُّل مشقاتها وحدي ، لم يَعُد هناك فارق بين الأمس والغد ، لم يَعُد اليوم يُشكِّل لي أي اختلاف ، صرت وحيدةً شريدةً من بعدك ولا أعلم لِمَ يُصيبنا الحب بتلك العذابات ويترك بداخلنا الآنات التي لا تَطيب أو تمحو آثارها الأيام ولو مرَّ عليها عشرات السنين ؟ ، لِمَ ندَع قلوبنا تنساق وراء العواطف ونفقد السيطرة عليها لهذا الحد إلى أنْ تقع في المحظور الذي يهدِّد البقية من حياتنا ويجعلنا في نوبات ضيق مستمرة لا تكاد تنتهي حتى تعود مرةً أخرى ولكن بقسوة وشراسة أكثر من ذي قَبْل ؟ ، فمنذ متى تحوَّل الحب لأداة لتدمير حياة البشر وتمزيق قلوبهم ؟ ، منذ متى تغيَّر الغرض الذي خُلِق من أجله ؟ ، لقد بدَّلنا معاني العديد من الأمور حتى صارت الحياة شاحبةً بلا لون يُميِّزها البتة وصرنا غير راغبين فيها تماماً بفعل خلوِّها من أهم عنصر فيها والذي من المفترض أنْ يخفِّف الضغط الواقع علينا إنْ أحسنَّا توجيهه والتعامل معه ، ولكن هيهات فلقد صارت قلوب البشر متحجرة لا تنوي الخير أو السعادة لغيرها ، تطمع في نيل المزيد من المشاعر دون أنْ تمنح شيئاً في المقابل ولو كان زهيداً ، فيجب أنْ يكون شعار الجميع ابحث عن ذاتك في المقام الأول حتى لا تظل المعاناة ترسم طريق حياتك دون أنْ تتذوق يوماً حلواً واحداً يتناسب مع رِقة قلبك ولين طباعك وجياشة عواطفك ...



Share To:
Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم