رحلة البحث عن السعادة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
رحلة البحث عن السعادة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ، رحلة البحث عن السعادة :
في رحلة البحث عن السعادة قد يتعرض الواحد منا للعديد من العثرات ، يَمُر بالمزيد من الطرقات ، يَطرُق الكثير من الأبواب التي تُوصَد في وجهه كل مرة حتى يظن أنَّ الأمر مقصود ولكنها مجرد أوهام ، فقد يكون الباب الذي قَصده هو باب خاطئ لا تكمُن السعادة خلفه كما اعتقد أو صوَّر له خياله ، فكل ما عليه هو البحث عن أبواب أخرى قد تُفتَح من أول مرة دون جَهد مُضنٍ أو محاولات مستميتة من أجل اقتحامها عِنوة ، فهذا الأمر لن يُفيد ولن تحظى بالسعادة بتلك الطريقة العقيمة فقد تقودك أفكارك إلى سَلْك طرق تبدو يسيرةً أو يجذبك لأمور قد يتَّضح لك من الوهلة الأولى أن بها سعادتك ولو كانت مؤقتةً ولكنك تكتشف في نهاية المطاف أنها لم تجلب إليك سوى مزيداً من الشقاء والبؤس والإعياء والحزن الذي ظل مُخيِّماً عليك لفترة طويلة غير قادر على الخلاص منه ، لذا عليك التريث والسير على مَهل قبل أنْ تجرفك رغباتك في أي طريق دون التفرقة بين كونه ملائماً قادراً على توصيلك لمُرادك بالفعل أم أنه مجرد تجربة عابرة إما أنْ تُصيب أو تَخيب وتضرب بآمالك عُرض الحائط وتجعلك أكثر يأساً من ذي قَبْل ، فلا تندم على طريق سَلكْته بالخطأ أو تجربة وصَّلتك لحائط مسدود لطالما قررت أنْ تخوضها بمحض إرادتك دون إجبار أو فرض من أحد ، فتلك حياتك وتجاربها إنما تُزيدك خبرةً وتُصقِل مهاراتك وقدراتك على اكتشاف أمور أكثر ملاءمةً لك دون أنْ تتيه أو تتخبط بين الطرقات دون القدرة على تحديد ما يُسعِدك بالفعل ويجعل تلك السعادة تستقر بقلبك لفترة طويلة بقدر الإمكان ، فما السعادة إلا قرارٌ فعليك أنْ تتخذه قبل أنْ ينساب من بين يديك دون القدرة على التقاطه مرة أخرى فهي كالفرص التي لا تُسنَح مرتين في العمر وعليك اقتناصها بقدر استطاعتك حتى تحيا تلك الحياة التي ترغبها بالفعل دون أنْ يُعكِّر صفوها أي حدث طارئ مهما بلغت وطأته ...
Post A Comment: