لا تختفِ | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد
لا تختفِ وتصبح ذكرى يتحدث عنها الناس وكأنك لم تكن بينهم الآن. لا تختفِ لأنك لست على ما يرام. فقد اختفيت مثلك وتوارَيتُ من العالم بأكمله حتى لا يروا ثقوب روحي.
"كانت ثقوب روحي كجروح مفتوحة، تلتئم ببطء."
كنت دائمًا ما أطل عليهم بابتسامة أمل، ولكن عندما كنت لست على ما يرام، كانت إبتسامتي واهية، مخفية وراء ستار من الحزن المتراكم، تخفي أعماق الألم الذى لا ينضب. كنت أختبئ حتى لا أثقل على أرواحهم بحقائب الحزن التي أحنت ظهري وجعلتني لا أنظر إلا إلى وطأة قدمي.
كنت أنتظر من يحمل عني بعضًا من حقائب حزني الثقيلة والمشبعة بذكريات وألم لا يختفي. ولكن اكتشفت أني على خطأ... فمن الصواب أن أقبل نفسي كما هي ولا أحاول تجميل روحي الحزينة بوضع رتوش السعادة عليها، فذلك جعلها روحًا غريبة.
تقبلت نفسي كما هي، وأحببت انحناء ظهري. من يتقبلك كما أنت، مهما حدث لك من تغييرات، هو الإنسان الصادق الذي هو هدية الله لك. أما من يريدك كما في مخيلته ويضعك في إطار لإرضاء شيء داخله، فلا حاجة لك به.
تقبل نفسك كما هي الآن، حتى وإن كانت لا تشبه نفسك في الماضي. مهما كان هذا التغير نحو الحزن، ستجد نفسك أنضج، أقوى، وأكثر حكمة.
وفي نهاية رحلتي، أدركت أن الانحناء الذي أحنى ظهري لم يكن إلا علامة على القوة والتحمل.
و الآن أقف أمام المرآة، أرى تلك الثقوب التي كانت مصدر ضعفي، قد أصبحت نافذة إلى عالمي الحقيقي. تقبلت نفسي كما هي، وعرفت أن الحب الحقيقي هو ذلك الذي يأتي بدون شروط، بدون رتوش، وبدون محاولات لإخفاء الحزن. فالألم الذي كان يثقل كاهلي أصبح جزءًا من قصتي، والقصة هي ما يجعلني فريدة.
Post A Comment: