خِطبة مُيسَّرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
خِطبة مُيسَّرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
خِطبة مُيسَّرة :
توسمتُ فيكَ الخير في اليوم الذي جِئت فيه لخِطبتي ، كان يوماً مميزاً ، بَعث الله في قلبي السَكينة وهذا لم يتحقَّق من قَبْل ، كنت أشعر أنها أمارات القبول إذْ لم أتردَّد للحظة في الجلوس أمامك ومعرفة أدق تفاصيل حياتك وما الأمور المشتركة التي تجمع بيننا وتكون مَحل التداول والنقاش ، وسُرعان ما انطلقتُ معكَ في حديث مُطمْئِن لم أَملّ منه لحظة كما كان يحدث معي من قَبْل ، شعرتُ بسلاسة الحديث وسرعة مرور الوقت وصِدق النية وسلامة القول ، تراءت لي كل الأمور التي انتظرتها لسنوات في فارس أحلامي وها قد تحقَّقت كلها فيكَ للتو ، لم أكن أُدرك سهولة الأمر ، كنت أشعر بمشقةٍ وأعاني كثيراً حينما يتقدَّم لخِطبتي أحدٌ أو مجرد التعرف إليّ ، كانت تنتابني بعض نوبات الضيق والضَجر لا أعرف لِمَ ، لم أَجِدْ تأويلاً واضحاً لذاك الأمر حتى يومي هذا ولكني الآن عرفت السبب فلم يكن أيهم قَدْري لذا كنتُ أشعر باشمئزاز ونفور لا يكاد ينتهي حتى يعود بشراسةٍ وقوة أكثر من ذي قَبْل لدرجة الندم على إضاعة الوقت في اللقاء ، لم أَكُن أدري أن الأمور تسير بتلك البساطة والتلقائية وقتما يأتي النصيب والشخص المناسب ، لم أكن أدري بِمَ سأشعر حينها أو كيف أتحقَّق من صِحة قرار القبول أو الرفض أو كيف تتم تلك الأمور من الأساس ولكني أيقنت اليوم أن الله يُنزِل الطمأنينة في القلوب حينما يسوق إلينا القَدرْ فيما يَخُص هذا الأمر بالذات فلم أَعُد قلقةً بشأن شيء بَعْد وها أنا اليوم أنصح الجميع بالتوكل على الله وعدم حَمْل أي هم تجاه أي أمر من أمور الحياة فهي مُيسَّرة بأمره قط دون تفكير مبالغ طيلة الوقت ، فالتفكير يُنغِّص عليك الحياة ولا يدَعك تهنأ أو تستمتع بأي أمر فيها البتة فلتتوقف عنه ولتُرِحْ عقلك قليلاً ولتتركها تأتي كما كتَبها الله لك فبهذا لن تشقَى أبداً أو تعاني الأمرَّين ...
Post A Comment: