ادعاء قبول الرأي الآخر | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


ادعاء قبول الرأي الآخر | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
ادعاء قبول الرأي الآخر | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 


 السلام عليكم ، 

ادعاء قبول الرأي الآخر : 

إن مَنْ يزعُمون حرية الرأي وتقبُّل الرأي الآخر هم أول مَنْ يشنون الهجوم ضد أي شخص يملِك قناعات أو آراء مغايرة لهم ، وتجدهم يوجهون إليه الاتهام بقِلة الفهم أو انعدام الخبرات التي توصِّله لرأي حكيم سديد ولا أدري ما الهدف من كل هذا النقاش الذي لن يُثمن أو يُغني من جوع فلطالما أيقنت أن طرح وجهات النظر إنما يكون من أجل معرفة أفكار الغير وحينما لا تلقى قبول الطرف الآخر فعليه احترام مَنْ يحاوره أو يحادثه وعدم التعالى عليه أو صب تلك الكلمات التي تزعجه بأنه غير جدير بالتوجيه أو النصح أو توعية البشر أو خلافها من الأمور التي يقتنع بها حيث ترسخت بذهنه على مدار سنوات حياته الماضية التي قضاها في صناعة هذا المخزون من الخبرة التي اكتسبها من مختلَف الكتب والقراءات المتنوعة ، فلا عليك أنْ تُقلِّل من قَدْر أي إنسان مهما خالفك في مبادئك أو قناعاتك أو آرائك التي تدَّعي أنها سليمة فلا يوجد مَنْ هو صائب أو راجح الرأي على الدوام في كل أمور الحياة وإنما نحاول جميعاً الالتزام بالشرع وتطبيق تعاليم الإسلام والسير على الخُطى السليمة بقدر الإمكان دون أنْ نسمح لأحد بأنْ يُزعزِع تلك الثوابت التي تربَّينا عليها وعلَّ أقدامنا تظل ثابتة في هذا الطريق الذي سَلكناه منذ الصِغر دون أنْ تَزل للحظة وألا نحيد عنه مهما زادت المغريات أو الإغواءات مِن حولنا أو تدهور حال المجتمع أكثر ممَّا هو عليه ، فهذا ما يميِّز امرئ عن آخر ويجعله واثقاً من ذاته وقت الحساب فتكفي تلك الذنوب الأخرى التي نرتكبها دون عَمد أو دراية بكونها مُحرَّمة ، فلن نساهم في تفشي المزيد منها عن طريق تأييد بعض الأفكار الدخيلة على المجتمع بحُجَّة أننا منفتحون قابلون لاختلاف الغير ، فما هذا الاختلاف سوى ضلال وبِدع لا جدوى منها سوى إثارة البلبلة وتجميع الحشود من البشر حول تلك الفئة الضائعة التي تهدف إلى انحراف المجتمع ووصوله للحضيض ، فلقد غرقنا في مستنقع تلك الأفكار التي تشتت الأجيال الصاعدة واحدةً تلو الأخرى فعلَّنا نترك إياهم لمَنْ يعلِّمهم أصول الدين من أصحاب العلم بِحَقْ الذين لا يُحرِّفون تلك المبادئ والقيم والمُثل العليا التي أمرنا الله بتطبيقها وتلك السلوكيات والأفعال المحتَّم علينا اتباعها دون نقاشٍ أو جدال فارغ لا ينتهي بنا إلا إلى مزيد من الضياع والانحلال ، فيكفي نشراً لتلك التُرهات تحت مسمى قبول اختلاف الغير ، فيمكن تطبيق تلك النظرية فيما يَخُص أي شأن عابر في تلك الحياة أما بخصوص الدين فلا يَحِق إصدار الفتاوى فيه مهما حدث أو طرأ على المجتمع من مستجدات فكل شيء مذكور في القرآن منذ بدء الخليقة فهو المرشد الوحيد لنا على مرِّ العصور ومختلَف الأزمان وهو الأكثر درايةً بكل ما يناسب الخَلْق ويجعل حياتهم تستقيم وتستقر وينأى بهم عن كل المخاطر والأهوال التي قد تواجههم في طريق الحياة الوَعِر وإنْ لم يتصدَّوا لها ضاعت حياتهم برُمتها ، فالله أرحم بنا من أنفسنا ومن تلك الأفكار المدسوسة التي نقتبسها من الآخرين وقد تُودي بنا لمصيرٍ بائس لا نرجوه أبداً ، فعلَّنا نستفيق قبل فوات الأوان فالعُمر لحظة قد تنقضي وأنت مُصِرٌ على ضلالك فلتتقِ الله فيما تفعل لأنك مُحاسَب عليه لا مَحالة ولا مَهرب من عواقبه مهما طال بك الأجل ...


Share To: