أنا مني | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى 


أنا مني | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى
أنا مني | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى



مُمسكة بيدي،

احتضن قلبي

متماسكًة بين زلازلي،

يحتويني صمتي المُحبب

وتحتفي بي دواعي انكساري.


لم أكن يومًا رهينة فرحي،

ولم يُساورني سوء ظني

كم كانت تقودني صراعاتي.

أيُّ حقٍّ ذاك الذي يُهزم؟

ولم أكن سوى ندى

بين رمحٍ وسهم،

بين تحليقٍ يُشبهني

وبعض خبايا.


عشتُ شمسًا ولم أزل،

لا شيء أوجعني سوى صدقي،

وما زلت أرى،

وأسمع ما يعمهون.

مُمسكة بصدى صوتي

حين يرتد مفازًا،

خلتُ أني أغضب،

أثور،

يُتحفني التمنّي،

ويأسرني القبول.


متعبةٌ حين أبحث عنك،

وأعلم أنني مجهولة

بين ذاكرتي ووطني.

أُنفى من وطن النفاق،

فلستُ منكم…

أنا مِنّي،

من زُمرد قلبي،

من بلورِ حبٍّ لا يُضاهى.


لم أكن يومًا ظلًا

أو خيالًا،

ربما امرأة مؤرّخة

تحيا من نَسج المستحيل،

لا تُولَد مرتين،

ولا تُوجَد إلّا في الكتابات.


أُشفِقُ على هذا العالم،

وأعودُ متعبةً إليّ

بعدما أفرغتُ حانوتي الصغير

وما أودعتُ فيه من كلمات.


كلُّ قائلٍ يقول،

وكلُّ سائحٍ يسوح،

وكلُّ قلبٍ له الله.

وتظلُّ للريحِ أسرارها،

وللمطرِ أغنيات،

وللكتاباتِ معانٍ شتّى.


يأتي الشتاء شتاءً،

ويأتي الصيف صيفًا،

لكنّ فصولي كما هي…

روايةٌ لم تنتهِ.

وما زلت أدوّنها،

وما زال عقلي يثقله الكثير.


فكيف لي أن أُهزّ مخاوفي

لتتساقطَ عليّ طمأنينة؟

وكيف لحديثي الطويل

أن يكتمل،

وأنا أحمل جرّةً

تخرّ على رأسي…

ولا أُبالي؟


لم أضع مساحيق على وجهي،

فلم أعهَدْ سوى العيش في النور،

ولم أطعَمْ من طعام الضباع يومًا.

لقد وُلدتُ ملكة،

لأجعل حياتي

أسطورة كُبرى.


لم أعش يومًا لنفسي،

ولكني أحببتُني

حدّ الجنون،

حدّ الفخر دون تباهٍ.

من عجزي صنعتُ قوّة،

ومن انكساراتي بنيتُ قصورًا،

ومن خيباتي حصدتُني.


لذا… صدقتُ حين قلت:

لا أحد يشبهني

سِواي.



Share To: