لك أن تنادي | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى
![]() |
لك أن تنادي | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى |
لك أن تنادي،
أن تستبيح أصوات الضياء،
أن ترصد الخطوات قسرًا
دون أن يراك العالمين.
لك أن تُخبِّئ ما لقيت من أتراح الليالي،
من زوابع الأيام،
من لقاءات الدنا.
أملي على ما تشاء،
فإنني لا أبالي بالغيوم،
بالنجوم الشاردات،
بين أنواء القمر.
أحمل صمتي دون خوف،
وأحملني بين أهداب وطنٍ شريد،
وأغنية الطيور المسافرة من هناك،
وهمهمات حلم قديم.
حورية أنا… إنسية أنا…
مزيج من لون التراب،
من عبق زمان خالد،
مني أنا.
تأويل حلم لم يزل يعانق جنح الليل،
زغرودة فرح لوطنٍ أعاد ساكنيه.
من يسكت ذاك النباح
للكلاب الجائعة؟
للذئاب الضارية؟
من يرسل السهم الثمين ليصطاد ذبابة؟
هل لك أن تعيد ترتيب أدواري،
وأوراقي،
وقافيتي،
وديواني؟
أن تعيد مساحاتي،
أن تحمل المنديل عني،
لتمسح أدمع نجماتي؟
كم تحتاج سمائي لتعيد العرجون قمرًا،
أو يصبح الندى غيثًا؟
هل لك أن تحمل الرؤى على سرج خيال،
يجوب الفيافي بحثًا عن أميرته،
فيلقاها على متن أمنية،
يقيل كفّيها جاثيًا،
ويهديها من اللحظات سنوات،
ويبني قصره علنًا،
ويسقي الأرض أفراحًا؟
هل لك أن تكون حقيقة،
تواعدني مجازًا،
وتحمل عسر أيامي؟
تضج الروح من عشق،
فعشق الروح ترياقًا.
Post A Comment: