حب مُشوَّه | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


حب مُشوَّه | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
حب مُشوَّه | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم، 

حب مُشوَّه : 

أرى طيفك ، ذاك الخيال الذي يُراودني في يَقظتي ومنامي ، لا تغيب عن بالي أو ترحل عن ذهني ، فقد وقعت في حبك الذي سكن وجداني ولم يبرَحه ، ولكنك اخترت تلك النهاية ، ذاك البَعاد ، فاعتبرتك ميتاً منذ تلك اللحظة ، لم أَعُد أملك نفس المشاعر تجاهك ، لم يَعُد يتملَّكني نفس الشعور أو يستبد بي أو يسيطر عليّ ، صارت روحي حرةً من بعدك ، غير معلَّقة بأحبال الهيام الذائبة ، أوهام الحب الخيالي الذي رسمته بذهني ولم يكن واقعياً البتة ولكن كيف يغوص المرء بمشاعره لهذا الحد ويُهيَّأ له أن الطرف الآخر يبادله ذات الشعور ؟ ، كيف يكون عطاؤه حقيقياً صادقاً بينما يخدعه الطرف الآخر ويتلاعب بمشاعره ؟ ، كيف يمكن أنْ يصل بنا الحال لتشويه صورة الحب الذي مِن المفترض أنْ يُجمِّل الحياة ويُذهِب بؤسها ويُزيل عَكرها ؟ ، كيف يمكن تخيُّل أن البشر قد صاروا بهذا الجحود تجاه أسمَى المشاعر التي أَوجدها الله في القلوب ؟ ، كيف يمكن لأحد أنْ يسمح لنفسه بهذا الفعل الشنيع الذي يجعل الطرف الآخر يفقد ثقته في مُجمَل البشر من بعده بل في نفسه واستحقاقها للحب ؟ ، كيف نملِك القدرة على إحالة المشاعر الطيبة إلى مشاعر بغيضة تعتمد على الأخذ فقط دون تبادل المنفعة أو مشاطرة الحب ؟ ، كيف يمكن للمرء ترويض قلبه بحيث لا ينجرف وراء أي شعور ينتابه تجاه أي عابر قد يكون ماكراً يتلاعب به من أجل أغراض أخرى فرعية بعيدة تماماً عن الحب ؟ ، كيف يمكن حماية القلب من التعرُّض للأذى إثر تلك العلاقات الواهية التي يخوضها بين الفينة والأخرى ؟ ، يبقى هذا أمر صعب لم يتمكن أحدٌ من التوصل إليه إلى تلك اللحظة وعلَّ أحداً يكتشف الحل المناسب عساه يُنقذ البشرية من التورط في علاقات وهمية ليس لها أساس وتيد ...




Share To: