أغنية السندباد والرماد | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى
![]() |
| أغنية السندباد والرماد | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى |
وهلةُ الشوقِ التي تنتابُ كلَّ مودِّعٍ،
ومواكبُ الأسفارِ تغدو رحلةً.
مُدَّ يديكَ إلى السماءِ مُناجياً،
مباغتًا دمعَ المقلِ،
ذاكَ الرمادُ يتوهّج.
وعلى خُصلِ الزمان
ترتمي صيحاتُ فجرِكَ الغجري،
يا طارقاً كهفَ التمنّي،
ليتَكَ هاهنا…
وليتَ لي عمرًا يزيدُ ألفَ عام،
كان لي مصباحٌ وماردٌ لم يستجب.
خُطايَ تائهة،
وطني العبوس مناديًا،
تلك البيوتُ وسرُّها،
ازدحامُ الدروب، واقتحامُ القلوب.
ورياحينُ الأيام
تعطر الأجواء فرحًا،
تفتح الأبواب مشرعة،
وتسرق النوافذ النور من أيادي الشمس.
تضجُّ السماء بالركام وأصوات المنادَى…
نافذتي تطل على السهول،
وصهيل فؤادي يسابق الزوابع،
يضاهي صمتَه النياح.
زمهرير الشتاء
يعصف بالصقيع ويبللُ الندى،
وجنتي الصباح.
تتخطفني ملامحُ الطفولة،
فاختبئُ خلف الحلم القديم،
وأحتفي بالنصر المؤزَّر
لميلادٍ جديد،
يلملم الشمل المبعثر بين أحشاء البلاد.
هاجرت الطيور بلا مواسم،
والنحل لم يعد
يرتشف الرحيق ليحليه عسلاً.
الكهف لا يضم النائمين.
ها قد قرعت الأجراس
في مدينتي الحمقاء،
فمُها أخرس،
وعيناها تزرِفُ المطر.
يا حاملاً للماضي البعيد،
ما زال إرثُ الأجداد معك.
وشباكُ الصائدين يُلقي عاكر المياه.
هونَ عليك،
المصباحُ ما زال يخبئ ماردًا،
والسندبادُ يبحث عن وطنٍ جديد


Post A Comment: