مُتعَب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


مُتعَب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
مُتعَب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 


 السلام عليكم ، 

مُتعَب : 

مُتعَب أنا من نفسي ، من الدنيا ، من الرِفاق الذين أفلتوا يدي في منتصف الرحلة ، مِمَّن تخلُّوا عني بلا أي مبرر جلي ، من كل الأحداث المحيطة ، من تلك المشاعر المُحبِطة التي تجتاحني وقتما أزاول عملي أو أؤدي مهامي على أكمل وجه دون أنْ أنال التقدير المُستحَق ، من تلك الخُطى المتعثرة ، الآمال الضائعة ، الأحلام المؤجَّلة ، الخُطط التي لم تصل لأرض الواقع بَعْد والتي اخْتُزِنت في الذاكرة منذ وقت طويل ، تلك الأهداف التي تتبدَّل بين الفينة والأخرى دون أنْ أُحقِّق إياها ، من ذاك الخُمول الذي سيطر عليّ بغتةً بعدما كنتُ شُعلةً من النشاط والحيوية ، من تلك الأيام التي تَمُر بلا جديد أو إنجاز يُذكَر ، من تلك الليالي التي أقضيها وحيداً ، شارداً ، ممزَّقاً ، مشتَّتاً بين أفكاري المؤذية ، من تلك اللحظات التي تسرِق عمري بلا تحقيق المُراد ، من تلك الخبرات التي لم تُكتَسب بَعْد ، القرارات التي لم تَكُن راجحة سديدة والتي أدفع ثمنها الآن رُغماً عني ، من تلك الطرق التي لم أسلُكها بكل جِدية ، من تلك الأوقات التي أُهدِرت مع مَنْ لا يستحق ، من الحب الذي وَهبته لمَنْ ليس أهلاً له ، من تلك الحقوق التي تهاونت فيها بينما كانت تؤذيني ، فقد صار كل شيء يُؤرِّقني ، يُعذِّبني وكأنه يجلدني بسوطٍ من نار تظل تصطلي بجسدي إلى أنْ أتفحم تماماً وتلك هي نهاية مَنْ يترك ذاته لمتاعبه دون أنْ يَجِد الوسيلة المناسبة التي تخلِّصه منها أولاً بأول قبل أنْ تقضي عليه تماماً بلا قدرة على المقاومة أو التصدي لها قبل أنْ تودي به لتلك النهاية المؤسفة …



Share To: