ظاهرة “ذبح الحيوان المصنوع من الحلوى أمام الحيوان الحقيقي” | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
![]() |
| ظاهرة “ذبح الحيوان المصنوع من الحلوى أمام الحيوان الحقيقي” | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة |
انتشر في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل ما يُعرف بترند “ذبح الحيوان الحلوى”، حيث يقوم بعض الأشخاص بصنع حيوان من الكيك أو الحلوى بشكل يحاكي القطة أو الكلب الحقيقي، ثم يضعونه أمام الحيوان الحقيقي ويقطعونه بسكين لإيهامه بأن شبيهه يُذبح أمامه، مما يسبب له الخوف والفزع.
وهذا الفعل مخالف لمقاصد الإسلام في الرفق بالحيوان، ويتنافى مع ما أمر به النبي ﷺ من الرحمة والإحسان إلى كل ذي روح، فقد قال ﷺ:" إن الله كتب الإحسان على كل شيء» (رواه مسلم. وكما ورد أيضا : " نهى رسول الله ﷺ أن يُتَّخذ شيء فيه الروح غرضًا» (رواه مسلم).
فإذا كان الإسلام قد نهى عن ذبح الحيوان أمام نظيره حتى لا يفزعه، فكيف يُستجاز أن يُروَّع حيوانٌ بمشهد تمثيلي يوهمه بقتل شبيهه ولو كان من الحلوى؟
إن ذلك يدخل في باب الترويع المحظور شرعًا، وفيه اعتداء على غريزة الأمان التي أودعها الله في الحيوان، وتشجيع على اللهو بما فيه قسوة وتبلّد في الإحساس بالحياة.
إذن يحرم هذا الفعل ولو على سبيل المزاح أو الترفيه، لما فيه من ترويعٍ للحيوان وإفسادٍ للرحمة في النفس البشرية، وينبغي تحذير الأطفال واليافعين من تقليده تحت مسمى “المقالب” أو “الترند”، لأن الإحسان إلى الحيوان عبادةٌ يؤجر عليها المسلم، كما أن إيذاءه بغير حقٍّ يُؤثم عليه. والله تعالى أعلى وأعلم .


Post A Comment: