خطورة المجازفة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
| خطورة المجازفة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
خطورة المجازفة :
أغرق في تلك البلورة التي تبدو من الظاهر مُلفِتة ، مُبهَرة ، لامعة لكل مَنْ يراها من على بُعْد أما هي فعميقة ، ضَحلة من الداخل ، تسحَب كل مَنْ يدخلها بلا قدرة على النجاة ، فهذا تبدو الأشياء للوهلة الأولى خدَّاعة ، مشرقة ، متلألئة بعكس طبيعتها وقد ينجذب إليها البعض وحينما يصلوا للأعماق يكتشفوا حقيقتها وكَمْ كانوا مغفلين حينما رغبوا في الاقتراب ، التجريب ، خوض المغامرة ، المخاطرة بحياتهم في بعض الأحيان ، فليست كل الأمور تستحق أنْ يضحي المرء بوقتٍ من عمره في سبيل تجريبها من أجل نيل بعض المتعة فحَسب في حين أنه يلقَى الشقاء والعذاب الذي يجلب إليه الأنين الذي يظل رابضاً بقلبه لا يبرَحه بفعل تلك التجارب القاسية التي أقحَم نفسه فيها عن قناعةٍ تامة دون إرغامٍ من أحد ومع ذلك لم يحظَ بالنتيجة المُرضية ، فعلى المرء أنْ يتحلَّى ببُعد النظر ، قوة البصيرة التي تجعله ينأى بنفسه عن تلك الأمور التي قد يتشكَّك أنَّ بها هلاكه أو شقاءه أو تعاسته أو حيرته قبل أنْ ينغمس فيها ويغوص في تلك الحالة المستعصية التي يصعُب الخروج منها فلن يخسر سواه ، لذا كان عليه أنْ يتفكَّر جيداً قبل أنْ يُلقي بذاته في أي تجربة جديدة من أجل الشعور بالتفرُّد الذي يُميِّزه عمَّنْ سواه وأنْ يضع الخُطط والحسابات المدروسة في سبيل تجنُّب العواقب الوخيمة ، فهناك العديد من البشر مِمَّنْ تدفعهم حاجتهم للاختلاف لخوض المزيد من التجارب المؤلمة التي تُهلِكهم وتُدمِّر حياتهم بالكامل ولا يستشعرون ذلك سوى بعد فوات الأوان ، فعلينا التفكُّر قليلاً قبل الزجِّ بأنفسنا في مثل تلك الكوارث والنكبات من أجل إثبات الذات أو التفكير بشيء نادر لم يُقبِل عليه أحدٌ من قَبْل أو يملِك الجَرأة أو الشجاعة لذلك ، فالعُمر قصير ولحظاته ثرية لا بد أنْ نستثمرها في تقديم إنجازات وإبداعات لم يأتِ بها أحد من قَبْل بدلاً من إهداره في أمور قد تجلب إلينا المخاطر والأهوال حتى لا يعترينا الندم حينما ينقضي دون تحقيق المُراد …


Post A Comment: