في مدينةٍ تمتلئ بالفارغين | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك
![]() |
| في مدينةٍ تمتلئ بالفارغين | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك |
في مدينةٍ تمتلئ بالفارغين
مدينةٍ يزعق الريح فيها
ليلَ نهارٍ
البشر أجسادٌ من هواء
قلوبٌ من ابتسامة
لا أعرف لونها ولا عمقها
القلوب من رخام
ملساءُ ناعمةٌ وقاسية
أبحث عن ملامح
عن أسماء
البشر هنا كشجرةٍ
نحَتت فيها الريح
ثقبًا واسعًا
تدخل منه فتخرج أصوات
الريح تسكن المجوّفين
الفارغين الممزّقين
من أوطانٍ شتّى
ومن أعراقٍ شتّى
جثثُ البلاد
لغاتٌ شتّى
كلُّ لغات الأرض تدور حولي
وأنا ممزّقٌ بين الأحرف والمعاني
أحمل قصةً مثلهم واسماً آخر
ولكني مثلهم
تثقب فيَّ الريحُ ممرًّا آمنًا
تعزف من خلاله أغانٍ بلا طعم
بلا فهمٍ بلا ذنب
ككل الغرباء هنا أسكن
أختصر الكلام في الصمت
لا أفتح نافذةً من القلب
أجمع كلَّ يومٍ حرفين
ربما يومًا أعود كمجوّفٍ
لأرضٍ كنا نمتلئ فيها بالنور……


Post A Comment: