على مقعد | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك
![]() |
| على مقعد | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك |
على مقعد
أمام منزل لا يعبر أمامه أحد
الخشب في النافذة والباب
من عمر الأجداد
حتى المقعد يئنّ ويتألم
وعصا العمر بدأت الزحف
كأنها تتعلم المشي
والريح تلوّح ولا تُلقي السلام
والوقت مذبوح على أرض
لم تعد تسمع أو ترى
والأيام فرنٌ كبيرٌ باردٌ
لا تُنتج الخبز
وصور الجدار تتأملك
كغريبٍ
تسأل: من أنت؟
ذاكرتها خشب وورق
وعيناها دمعٌ
وإطار الصورة سجنٌ
وأشخاصها
يتبولون على الجدار
وعلى أنفسهم
لا أحد هنا يطيق أحدًا
لا المقعد ولا صاحبه
لا الأبواب ولا النوافذ
لا شيء يترفق بشيء
المصباح المعلّق بخيوط العنكبوت
ينظر تحته بصعوبة
ويرتعش
يرجع للخلف علّ الصورة تتضح
ويعود للأمام
ولا أمل
تتراجع المائدة العجوز
وتستند على الجدار
أوراق على المائدة
لا أحد يعرف ما بها
ما لونها
ما فيها
ذبلت، ذبلت كقصةٍ باردةٍ
وعين القط لم تعد هنا
رحل وترك الكهف
وخلفه صار مواءٌ
لا أحد يسمعه
البيت المنهك المُجهَد
يشرب الماء العطن
وبعض الأعشاب تكمل المشهد
بلا سبب
لا أحد يأتي هنا
إلا الريح والتراب
والخواء
يقفز الصمت
يكسر القاعدة ويصرخ
يخرج الصوت
صمتًا أعمق وأعمق
والريح تدوّن على الورق
لا شيء……….


Post A Comment: