القصص الشعبى | بقلم الأديب المصري علاء عبد الستار 


القصص الشعبى | بقلم الأديب المصري علاء عبد الستار
القصص الشعبى | بقلم الأديب المصري علاء عبد الستار


من الترول النرويجي إلى الغول المصري: 

أساطير العمالقة بين الشر والضحية


إحياء الأساطير في السينما الحديثة

شاهدت مؤخرا الفيلم النرويجى  

troll

 الذي يعيد صياغة أسطورة الترول العملاق بطريقة مبتكرة. يبدأ الفيلم بإيقاظ ترول من سباته الألفي تحت جبل دوفري بسبب أعمال حفر بشرية، فيتوجه نحو أوسلو لاستعادة أرضه. هنا لا يُصور الترول كشر مطلق، بل كضحية للتعدي البشري على بيئته.


فى قصة الفيلم

 العلماء يكتشفون جذوره في تاريخ نرويجي قديم، حيث بنى البشر كنائس فوق أراضيه، مما يبرر غضبه ويجعله رمزاً للطبيعة المغتصبة.


 الفيلم يعكس كيف تتطور الأساطير لتنتقد الحاضر، مستلهماً فلكلوراً نرويجياً يعود إلى العصور الوسطى.


 الترول في الفلكلور النرويجي: ليسوا كلهم أشراراً

في الأساطير النرويجية، الترول كائنات عملاقة تعيش في الجبال أو تحت الجسور، تكره ضوء الشمس الذي يحولها إلى حجر، وتتميز بغبائها أو مكرها. بعضها طيب يساعد البشر، بينما يأكل آخرون الرعاة أو يخطفون النساء. هذه الثنائية تعكس علاقة معقدة مع الإنسان، حيث يُعاقب الترول على إيذائهم لكن شره غالباً ما ينبع من انتهاك خصوصيتهم. الفيلم يعمق هذا بجعله ضحية للتقدم البشري، مشابهاً لقصص عالمية عن عمالقة يثأرون لأراضيهم.


 الغول في الفلكلور المصري: الرعب الصحراوي الأبدي والحكايات الشعبية


يُعد "الغول" أو "أمنا الغولة" أحد أكثر الكائنات رعباً في الفلكلور المصري والعربي، وهو شيطان صحراوي يعيش قرب المقابر، الوديان النائية، أو الصحراء الوعرة. يُصور كامرأة عملاقة بشعر أشعث طويل، عيون مشقوقة حمراء تتلألأ في الظلام، وأسنان حادة، قادرة على تغيير شكلها لتغري الضحايا – خاصة الأطفال والمسافرين الضالين – بصوت ناعم أو صورة امرأة جميلة قبل أن تفترسها. هدفه الأساسي أكل الجثث الطازجة أو خطف الأحياء،


في الحكايات الشعبية المصرية، يُستخدم الغول لترهيب الأطفال، مثل قصة "أمنا الغولة هتاكلك لو ما نمتوش" أو "الغولة بتنادي على اللي

 بيخرجوا لوحدهم". من أشهر الروايات "أمنا الغولة وابنها رجل مسلوخة"، حيث تتعاون مع كائنات أخرى مثل "أم الشعور" أو "النداهة" لصيد الضحايا. هذه القصص تُروى في الريف والمدن على حد سواء، 


، وتعكس خوفاً من الصحراء كرمز للمجهول والموت. أما أصوله، فيعود إلى "الغول" في الأساطير العربية الإسلامية المبكرة (كما في كتب الأذكار والمعاجم مثل "لسان العرب")، وربما إلى إلهة سخمت المصرية القديمة 


الأدب الشعبي حول العالم يتشابه في تصوير الكائنات العملاقة مثل الترول، الغيلان،

 جميعها تعيش في أماكن نائية (جبال، صحاري، غابات)، تأكل البشر أحياناً، وتتحول إلى حجر أو تختفي مع الضوء. الفرق يكمن في الدوافع: الترول قد يكون طيباً أو يثأر لإيذاء البشر له، بينما الغول شرير مطلق. هذا الانتشار يعكس خوفاً إنسانياً مشتركاً من الطبيعة الجامحة والماضي المنسي،

 ينتقل عبر الأجيال

 

#علاء_عبد_الستار



Share To: