البطل إبراهيم الورداني
من سلسلة (أبطال منسيون) بقلم د. شريف شعبان
"قولوا لعين الشمس ما تحماشي لأحسن غزال البر صابح ماشي"
ناس كتير عارفة الاغنية دي اللي غنتها شادية في الستينيات بس ميعرفوش اتغنت ليه ولمين. الأغنية دي في الأصل أغنية سياسية مش عاطفية اتكتبت إحياءً لذكرى البطل الشاب ابراهيم الورداني اللي غير مسار مصر في بداية القرن العشرين.
ابراهيم الورداني شاب صيدلي درس الصيدلة في لوزان في سويسرا وبعدها كمل في انجلترا ولما رجع مصر فتح صيدلية كبيرة في عابدين. ابراهيم رغم تعليمه بره مصر إلا إنه كان مؤمن بقوة بلده وتأثر بشعارات مصطفى باشا كامل وده اللي خلاه ينضم للحزب الوطني ويناضل ضد الاحتلال البريطاني ويأسس جماعة سرية اسمها التضامن الأخوي.
في الوقت اللي بطرس غالي رئيس الوزرا كان مؤيد لمشروع مد امتياز قناة السويس للشركة الفرنسية بحيث إنها ترجع لمصر سنة 1968، رفضت الحركة الوطنية بقيادة محمد بك فريد المشروع وطالبوا بحركة شعيبة لرفضه. الشاب ابراهيم الورداني زيه زي أي شاب عنده نخوة والدم ضرب في عروقه شاف ان بطرس غالي باشا خاين وقرر إنه يخلص منه، وبالفعل استناه قدام وزارة الخارجية وضربه 8 رصاصات منهم 2 في رقبته خلصت عليه، كل ده وهو مكملش 24 سنة، ودي كانت أول عملية اغتيال سياسي شافتها مصر بعد اغتيال الجنرال كليبر على ايد سليمان الحلبي،. لما احيل ابراهيم للمحاكمة اصر على اقواله واتعرف إنه قتل رئيس الوزرا علشان هو خاين، وكان من ضمن فريق الدفاع عنه احمد لطفي السيد باشا اللي بقى رئيس جامعة القاهرة وعبد العزيز باشا فهمي. الانجليز حبوا يخلوا للقضية بعد طائفي وطلعوا مظاهرات في الشوارع هتف "تسلم إيدين الورداني، قتل بطرس النصراني"، فخرجت قصادها مظاهرات وطنية تهتف "تسلم إيدين الورداني، قتل بطرس البريطاني". اتحكم على براهيم الورداني بالإعدام واحيل ورقه للمفتي اللي لأول مرة ميصدقش على حكم الإعدام تعاطفا معاه ولكن للأسف قرار المحكمة نفذ واتفذ الحكم يوم 18 مايو 1910.
ومن يوم اعدامه وهو تحول لبطل شعبي ورمز من رموز المقاومة ضد الاحتلال واتعلقت صوره في القهاوي والأماكن العامة لحد ما صدر قرار يُجرّم أي مصري إنه يحتفظ بصورة البطل الورداني.
Post A Comment: