التنمر و الأديب رجاء عليش
بقلم د. شريف شعبان
بمناسبة التنمر واللي ممكن ينتج عنه من كارثة تدمر حياة ناس، الأديب رجاء عليش كان واحد منهم.
معلوماتنا عن تفاصيل حياة الكاتب والروائي رجاء عليش للأسف قليلة، وده بسبب حياته الغامضة والقصيرة. اسمه الكامل محمد رجائي عليش، رغم انه كان من وسط ميسور إلا إنه عانى من التنمر بسبب شكله "الوحش" وملامحه القبيحة على حد تعبيره اللي خلى الناس تسخر منه وتعامله بدونية. عاش عليش في عزلة ورفض تام من المجتمع ووصل الأمر إنه كل ما يتقدم لواحدة ترفضه رفض تام وبالتالي متجوزش. ومع ذلك كان عند عليش موهبة فذة في الكتابة ظهرت في عملين فقط نشرهم وكانوا بيدوروا حوالين مأساة حياته وهما مجموعة قصصة بعنوان (لا تولد قبيحاً) ورواية ( كلهم أعدائي) اللي وصف فيهم كره المجتمع له وسخطه نفسه من دمامته، ورغم لغته القوية وأسلوبه رصين في تجسيد معاناته، كتاباته ملقتش أي نجاح، وده خلاه يرجع السبب لقبح وجه وحظه. وبسبب حساسيته المفرطة مقدرش يستحمل الوضع ودخل في دوامة الاكتئاب وقرر انهاء حياته فضرب نفسه بالنار سنة 1979 بعد ما ساب رسالة فيها اعتراف صريح بالانتحار "عشت هذه السنين الطويلة وأنا أحلم بالانتقام من أفراد المجتمع الذين أفلحوا في أن يجعلوني أكفر بكل شيء.
عليش عاش ومات مغمور ومأخدش حظه بين الكتب والنقاد رغم موهبته الحقيقية.
التنمر والسخرية ممكن توصل انسان إنه ينهي حياته ونخسر فنان وإنسان حقيقي.
Post A Comment: