فريد سميكة
من سلسلة (أبطال منسيون) بقلم د. شريف شعبان
قصة النهاردة في منتهى الغرابة، يمكن هو مش بطل بالمعنى الكامل، لكن قصة حياته وظروف وفاته فيها عظة كيبرة تتعمل دراما ويكتبها التاريخ.
ناس كتير متعرفش عن "فريد سميكة" غير إنه على اسم شارع كبير في حي مصر الجديدة. فريد باسيلي سميكة بطل رياضي من عائلة قبطية ثرية بدأ رحلته كبطل اوليمبي في رياضة الغطس وحقق بطولات وميداليات ومثل مصر في أوليمبياد أمستردام 1928 وحصل على الميدالية الفضية رغم إنه كانت يستحق الذهبية اللي راحت للمنافس الأمريكي. اعتزل سميكة في عز شهرته ومجده وهاجر للولايات المتحدة وهناك دخل عالم هوليود واشترك كدوبلير في المشاهد الخطرة في أفلام طرزان مع جوني فايسمولر وفي فيلم "ما وراء البحار" وشارك بقفزاته في الأفلام الوثائقية اللي انتجتها شركة "مترو جولدوين ماير" عن رياضة الغطس.
نهاية سميكة كانت مخيفة، لما انضم اسلاح الطيران الأمريكي برتبة ملازم طيار واشترك في الحرب العالمية التانية. صدرت الأوامر بالهجوم على مواقع يابانية وكانت مهمة سميكة إنه يصور المواقع دي، لكن لسوء الحظ طيارته اتصابت وسقطت واختفى عن الأنظار. لكن في حقيقة الأمر سميكة وقع أسير في ايد اليابانيين في منطقة غينيا الجديدة جنب اندونيسيا وتم إعدامه وتعليق رأسه على سور معسكر اعتقال الأسرى الأمريكان سنة 1944. ولما وصل الخبر للحكومة الأمريكية قامت بتكريمه ومنحته وسام صليب الطيران الفخري.
سميكة بدأ حياته في مكان وفي مجال وأنهاها في مكان ومجال مختلف، وفي كل مراحل حياته كان له تأثير.
Post A Comment: