الحاج خليل عفيفي
من سلسلة (أبطال منسيون)  بقلم د. شريف شعبان 


انجاز وبطولة الحاج خليل عفيفي مقترن بإسم الزعيم العظيم محمد بك فريد، مش لإنه شاركه الكفاح الوطني، بل انجازه مرتبط بجثمان محمد فريد! 
لما الزعيم محمد فريد مات في منفاه بألمانيا سنة 1919، كان في صعوبة لإسترداد جثمانه بسبب رفض الاحتلال الانجليزي تحمل تكاليف السفر وأهله مقدروش على تحملها. الموضوع وصل للحاج خليل عفيفي تاجر القماش الشرقاوي اللي لا ينتمي لأي فصيل سياسي، ساعتها قرر إنه ينقل جثمان الزعيم على نفقته الخاصة وسعى قدر الإمكان إنه يجيب تصريح النقل من الحكومة. وافقت الحكومة لكنها رفضت تحمل أى تكاليف، ساعتها باع جزء كبير من أملاكه وانطلق في رحلة استرجاع جثمان الزعيم وكانت أول محطة في باريس لكنه قعد فيها شهر مش قادر ينتقل لألمانيا بسبب اندلاع انقلاب "كاب" في برلين، ولما الوضع استقر قدر إنه يدخل الأراضي الألمانية، وكانت المفاجاة الصادمة في وجود قانون جديد بيمنع نقل جثمان اي شخص بره أراضيها. الحاج عفيفي رفض الاستسلام وقدر من خلال مجموعة من المصريين المقيمين في ألمانيا من تقديم التماس للحكومة الألمانية وتم الموافقة عليه وقدروا يطلعوا ترخيص بنقل الجثمان. سافر الحاج عفيفي بجثمان الزعيم من ألمانيا إلى النمسا ومنها إلى إيطاليا وفى كل دولة واجه عراقيل قدر إنه بالصبر إنه يتغلب عليها، إيمانا منه بمهمته الوطنية اللي لازم تتم مهما كان المقابل.    
وبعد رحلة 8 شهور من المعاناة وصل الحاج خليل عفيفى لميناء الأسكندرية في 21 مايو 1920. ومع وصول جثمان الزعيم محمد فريد ملفوف بعلم مصر تم تنكيس الأعلام، واتشكلت لجنة برعاية الأمير عمر طوسون وأحمد يحيى باشا، وتم تشييع الرفات فى جنازة شعبية مهيبة وخرج المئات من المواطنين بيهللوا ويعيطوا بالدموع لعودة البطل محمد بك فريد علشان يتدفن تحت ترابها زي ما أوصى.
في البداية اتدفن الزعيم محمد فريد فى مقابر السيدة نفيسة وبعدها بسنة تم نقله علشان يتدفن جنب صديقه ورفيق كفاحه الزعيم مصطفى كامل فى ضريح واحد في ميدان القلعة. 
أما البطل الحاج خليل عفيفي، فالحكومة المصرية منحته نيشان الوطنية تقديراً لدوره العظيم وفضل اسمه مقترن بالزعيم اللي عمره ما شافه غير جثمان. 
رحم الله الزعيم محمد بك فريد ورحم الله البطل الحاج خليل عفيفي. 
Share To: