(الورود) 
بقلم الكاتب و المفكر أ. رامي محمد 


يقول مثل صيني ( إن كان لديك رغيفان بع أحدهما واشتر بثمنه زهرة، فإذا كان الخبز غذاء للجسد فالزهر غذاء للروح ) 

للورود رمزية ومعاني روحية عميقة في مختلف الثقافات، كما الحال عند الصوفية في المشرق بتدرجات ألوانها ودلالاتها على أحوال النفس ومراتبها؛ أو عند البوذية في آسيا واليونان القديمة؛ فهي لغة لها عالم وقاموس يعرف في اللاتينية بـ -فلوريوقرفي- (لغة الزهور).

وكان أصل الفكرة من صعوبة الكتابة عن المشاعر التي تتصل بالإنسان؛ كالحب والصداقة والألم والغضب...الخ، وكأن الزهور تحمل بين طياتها كل المشاعر والأفكار السرّية التي لا يمكن للمانح التعبير عنها بالكلمات.

فالزهر الأبيض مثلا عند اليونان رمز للنعمة والامتنان، والخشخاش لدى الانجليز يعني نبذ الحرب، وزهرة الغار للنصر، والزيتون للسلام، والشوك رمز دائم للآلام في أقسى صورها، والياسمين رمز للطهارة لارتباطها بمريم العذراء.

كما أن الزهور تحمل رمزية عقائدية منذ آدم وزهرة الرمان، وسياسية تتعلق بالدول؛ مثل ما اتُخذ الكرز زهرة وطنية لليابان، والياسمين لباكستان، واللوتس لمصر، والسوسن وأهميتها الخاصة للأردن، وعباد الشمس دلالة وطنية لأوكرانيا.

فللزهور لغة وعالم صامت مريح؛ يحمل الكثير من المعاني، وقاموس يخفي بين طياته عظيم الدروس والقيم والأساطير الملهمة، كهذه الزهرة الذهبية التي تعثرت بها في الطريق -الأقحوان- : )، والتي ترمز دائما للصداقة. وهي الأنسب دائما للتهادي بين الأصدقاء في أيام الميلاد وغيرها من المناسبات الصديقة.
Share To: