لا شك أن الغرب أكثر عقلانية من العرب -  الآن - فالغرب يقدرون اللآلئ والدرر ، ويغوصون في الأعماق ؛ لاستخراجها ، أما نحن العرب فالخير كله بأيدينا  ، ولا ندرك قدره ، ومثال على ما أقول ، حفاوة الغرب بلامية العرب ( قصيدة الشنفرى ) التي مطلعها : 
أقيموا بني أمي صدور مطيكم ****  فإني إلى قوم سواكم لأميلُ
فقد حُمّتِ الحاجات والليل مقمر *** وشُدّت لطيات مطايا وأرحلُ 
فقد لقيت القصيدة حفاوة كبيرة من المستشرقين ، فعكفوا عليها شارحين ، ومترجمين ، فقد ترجمت اللامية إلى لغات عدة منها : الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليونانية والروسية .
ما سبب الحفاوة ؟ّ!
سبب الحفاوة يرجع إلى : وجود سجلات اجتماعية لحياة العرب ، من عادات وتقاليد ، وسير حياة .
كما اهتم العرب بها من قبل من حيث الناحية اللغوية . بالإضافة لما تقدم من مناحي الأهمية :  النواحي الجمالية في القصيدة من دقة التصوير ، والبيان ، وصدق العاطفة . كما أن القصيدة ( لامية العرب ) تستحق ما قاله  عنها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " علموا أولادكم لامية العرب ، فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق " .
ومما لا يمكن تغافله أن صاحب اللامية من أشهر شعراء الصعاليك ، وهذا يزيد الدافعية للتعمق في دراسة القصيدة ، 
 فعندئذ يدنو الغرب من العرب ؛ ليتعلموا منهم ،  لاهثين  وراء إبداعاتهم ، وهذا اعتزاز لنا نحن العرب ، وحفاوة للغتنا ، أما الآن فالبعض يسلك مسلكا مختلفا ، فينزلون منزل التقليد  لا منزل الدراسة ، وينفرون مما يملكون ، ويفرون منه فرارهم من الأسد ، فيا ليت قومي يعلمون قيمة ما يملكون !



Share To: