دِمَشْقٌ هِيَ التَّارِيخُ رَغْمَ الْقَوَاصِمِ
بٍذِكْرِكِ أَقْسَمْنَا لِدَحْضِ الْغَوَاشِمِ

تَخَطَّيْتِ أَصْنَافَ الْمَكَائِدِ مَنْهَجًا 
وَلَطَّخْتِ بِالْأَوْحَالِ أَنْفَ الْمُخَاصِمِ

لَمَسْتُ بِهَا مِنْ قَاسِيُونَ صَلَادَةً 
تُعَلِّمُنِي أَنَّ الْكِفَاحَ لِحَازِمِ

فَفِي كُلِّ رَوْضٍ مِنْ ثَرَاهَا أَعَاظِمٌ 
تَفَرَّدَ فِيهَا بِالرُّؤَى وَ الْعَزَائِمِ

تَعَلَّقْتُهَا طِفْلًا أُغَنِّي تُرَاثَهَا 
فَجِلَّقُ فِي شِعْرِي كَفَيْضِ الْغَمَائِمِ

دِمَشْقٌ نِدَاءَاتٌ بِنَبْضٍ لِعَاشِقٍ 
كَشُكْرِي بِرَغْمِ الْهَوْلِ ضَاءَ كَأَنْجُمِ

فَبِالْعَزْمِ إِبْرَاهِيمُ قَدْ كَانَ خَالِدًا
يُحَشِّدُ فِي الثُوَّارِ نَحْوَ الْمَلاَحِمِ

وَ سَعْدٌ سَيَبْقَى حَاضِرًا فِي نُفُوسِنَا 
يُجَدِّدُ فِينَا كِبْرِيَاءَ الضَّرَاغِمِ

فَهَذِي شِئَامٌ يَسْحُرُ الرُّوحُ ذِكْرُهَا 
تٌعَانِقُنِي الْبَلْوَى وَ تَنْدَاحُ فِي فَمِي

وَ مَا زَالَ فِيهَا مِنْ رِجَالٍ عَزِيمَةٌ 
تُلَبِّ نِدَاءَ الْحَقِّ فِي كّلِّ قَادِمِ

دِمَشْقٌ وَ مِنْ أَعْلاَمِهَا الْيَوْمَ شَاهِدٌ 
كَمِثْلِ الْمَعَرِّي شَاعِرًا لِلْعَوَالِمِ

تَرَاتِيلُهُ سَكْرَى بِحُبِّ عُرُوبَةٍ
يُبَدِّدُ أَحْزَانَ الْوَرَى بِالْمَبَاسِمِ

مُنَوَّرَةٌ بِالْكِبْرِيَاءِ كَرَامَةً 
يُغَنِّي لَهَا الصُّوفِيُّ سَجْعَ الْحَمِائِمِ

وَ يُورقُ فِيهَا كُلُّ حَرْفٍ رَسَمْتُهُ 
نِزَارٌ لَهَا غَنَّى بِكُلِّ الْعَوَاصِمِ

أَمُدُّ لَهَا كَفِّي لِنَهْرٍ عَشِقْتُهُ
لِأَرْوِيَ مِنْ شَوْقِي صَبَابَاتُ مُلْهِمِي

دِمَشْقٌ وَمَا زِلْنَا نَهُزُّ صَوَارِمًا 
عَلَى الْبَغْيِ كَيْ نَرْقَى لِكَسْرِ الْهَزَائِمِ

يُكَبِّدُهَا الْأَعْدَاءُ حَرْبًا مَدَارُهَا 
تَجَاوَزَ فِيهَا الْغَيُّ فِي كُلِّ مَنْسَمِ 

وَ مَاذَا أُسَمِّيهَا حُرُوبٌ كَثِيرَةٌ 
يُجَاهِرُ فِيهَا إِخْوَةٌ فِي الْمَظَالِم

ِ وَكَمْ كَانَ لِلْفَيْحَاءِ مِنْ دَحْرِ غَادِرٍ
يُرِيدُ بِهَا شَرًّا لِهَتْكِ الْمَحَارِمِ

وَ لَكِنَّهَا تَأْبَى لِتَبْقَى عَصِيَّةً 
فَأَبْنَاءُهَا صَيْدٌ لِحَسْمِ الْمَغَانِمِ

حَلَفْتُ وَ هَذِي الشَّآمُ تَبْقَى قَضِيَّتِي 
أُطَارِحُهَا الْبَلْوَى بِكُلِّ الْمَوَاسِمِ

سَتَبْقَى بِلاَدُ الْأَقْوِيَاءِ مَنَارَةً 
تُشِعُّ عَلَى الدُّنْيَا بِصَبْرِ الْمُقَاوِمِ

أَفِيضُ بِدُنْيَاهَا هَوّا وَ عُذُوبَةً 
أَمُدُّ لَهَا طَرْفِي بِكُلِّ السَّلَالِمِ

فَدَالٌ وَ تَاءٌ وَصْلُ نَظْمِ قَصِيدَتِي 
تَرَاتِيلُهَا نَسْفٌ مِنَ الدَّمْعِ وَ الدَّمِ




Share To: