مذ تركتْها آخر حكاية.. رجحت كفّةُ الميزان صَوبَ الفراغ.. للفراغ وزنٌ ثقيل! ابتعلت "نينا" ريقها وقهرها وإحساسها بِيُتم الفقد، وصار ما حولها جثة هامدة ليس إلا.. أرواحٌ متكسرة تمشي على قدمين اثنتين وجروحٍ جمّة.
يدفعكَ الفقد للأمام في أحيانٍ قليلة، ويدفعك للخلف في أحيانٍ أخرى، لكن أشدّ تأثيرات الفقد إيلاماً؛ وقوفك بلا حولٍ أو قوة معاكساً قانون الخَلق في الحركة.. أنت متسمّرٌ متحنّطٌ ومعك حزن عشرات الخيبات،  تحفر وتحفر حتى تحزّ أعمق منطقةٍ في وجدانك وذاكرتك. منذ رتّبَت كوخها معه؛ منذ عشرات السنين، في تلك البرية المُفترضة مع كاساتِ النبيذ والورق القيصريّ؛ لم تسكن لبيتٍ آخر.
أعرفتم الآن كيف تشكّلت كل تلك البحار المالحة؟..
تلك ملوحة الغربة والخيبات؛ تلك دموع المنكسرة قلوبهم!







Share To: