حدِّثني عن المدينة؛
 عن خطانا التي لم نمشها، 
الحدائق المسوّرة التي لم نطأها، 
النساء الجميلات اللائي تُركنّ للمتحاربين، 
عن "صباح الخير" التي كنا نضنُّ بها على غير أهلها.
وعن الخراب.
حدِّثني عن الحِراب؛ 
عن نصّك ونصالهم، 
التفاتتك نحو الذكريات والتماعات السيوف في محاجرهم، 
حزنك في الأغنيات وقهقهاتهم في انكساراتك،
وعن تجلّيهم فيك كلَّ صباحٍ، ووجهك في المرايا.
حدثني عن الصبايا؛ 
عن سمو "الكعب العالي"، وسماحة "الخلخال"
ونيافة "القرط" المبجل،
وعن تقفّينا عطورَهنّ في كلّ الأوابد.
عن الحياة الوردية في أحلامهنَّ، والأصابع الورية في خيالهنّ،
والسماء الوردية في عيونهن،
وعن بحثهنّ الدائم عن قلبٍ جميل يواجهن به قبحَ العالم، 
تردّدهنّ في البدايات واندفاعهنّ كالسيل بعدها،
اكتمالهنّ في التفاصيل،
كمالهنّ في الغياب وفي الحضور،
وعن البحر كيف يهيج إذا ولجته فتاةٌ حزينة؟ 
.
قلت لك:
حدثني عن المدينة...



Share To: