عتبة:
هذه المرة ليستْ ترجمتي ألماني-عربي، بل عربي-ألماني، ليس فقط قصيدة واحدة، بل قصيدتين. تعرَّفتُ على هذه الشاعرة بعدما قرأتُ لزوجها، كذلك شاعر. أعرفُ أن الكثيرون يقولون، لا يمكنُ الحديث عن سنية صالح بدون الحديث عن محمد الماغوط، أقول لهم، لاَ ثٌمَّ لاَ، بالعكس، لا كلام عن الماغوط مهما كَبُرَ بدون الكلام عن سنية صالح، امرأة حققت الثلاثية، صنعتْ شاعرا كبيرا، دائما حريصة على مزاجه المضطرب ، بَنَتْ أسرة جميلة، وكانت شاعرة من طراز خاص، أما الماغوط فقد حقق شاعريته الوحيدة، هو الذي حكى أنه لم ينشرُ قط حرفاً إلا إذا سمع كلمة "حِلْوْ" من فم سنية، لا داعي للمقارنة، عالم سنية صالح غنيّ عن ذلك، عالم دخلتُ إليه صدفةً وما زلتُ لا أريدُ الخروجُ منهُ رغبةً، كيف الخروج؟ كيف لي أن أتيهَ وأنا في صحبة نثر امرأة وكأنها تحملُ داخلها كل مشاعر العالم، كيف لي أن أخرج وهي تمنحني كل ما أحتاجه في الحياة، الماء، الهواء وخبز كلماتها، امرأة ترى بقلبها ما لا تراهُ عيون الآخرين، ما شدّني إليها هو طريقتُها في الاختزال والتكثيف، مرة تداعبُ ورقة شجرة في الخريف، مرة فصل الحب ومرة الشتاء القادم.
امرأة، إذا كان للتضحية اسم فهي أهل له، لم تنقطع حتى وهي على فراش الموت من بناء الرجل الشاعر، الماغوط، قالتْ لهُ بعيون مغمضة "أنتَ أنبل إنسان في العالم"، غادرت قبل الأوان، وهي في انتظار الحياة، على شاهدة قبرها كتبَ الماغوط "هُنا ترقدُ الشاعرة سنية صالح آخر طفلة في العالم".
آهْ، سيدتي سنية صالح، الحب هو أجمل هدية من السماء، سلام على أرواحكما الزكية. / نورالدين الغطاس
*******
ورقة خريف | سنية صالح | سوريا
لا تأخُذيني ايَّتُها الريح.
ابعدي أذرعك القاسية عنِّي.
ما أنا إلا ورقة صفراء، هشَّة،
سقطتْ البارحة عن هذه الشجرة.
وها أنا أدورُ حولها،
وأدورُ
استظل بها.
وأحلمُ بالرجوع إليها.
Ein Herbstblatt I Sonia Salih I Syrien
Aus dem Arabischen übersetzt von Noureddine Rhattas
Nimm mich nicht weg, Du, Wind.
Halte Deine harten Arme fern von mir.
Ich bin nur ein gelbes Blatt, zerbrechlich,
Gestern von diesem Baum gefallen.
Nun, drehe ich mich um ihn,
Runde um Runde
Ich suche seinen Schatten.
Und ich träume zu ihm zurückzukehren.
*******
الأَرَق | سنية صالح | سوريا
في الحلم أصيرُ عالية...
بيضاء كالغيوم
سعيدة كالأطفال.
الحلم الرائع هو أنتَ.
الصورة الخفية التي تُسعِدُني
ثم لا تلبثُ أن تؤرّقَني،
النشيد الخفي الذي يحرضني.
أحب غربتي فيكَ.
أنا وردة الطين المنتهية،
أنا الذاكرة التي تلسعُ
وتختفي.
Agrypnie I Sonia Salih I Syrien
Aus dem Arabischen übersetzt von Noureddine Rhattas
Im Traum werde ich groß…
Weiß wie die Wolken
Glücklich wie die Kinder.
Der schöne Traum bist Du.
Das unsichtbare Bild, was mich glücklich,
aber auch unruhig macht,
Der unsichtbare Gesang, der mich anstachelt.
Ich liebe meine Fremde in Dir.
Ich bin die vergängliche Rose aus Lehm,
Ich bin das Gedächtnis, was sticht und verschwindet.
*******
سنية صالح | سوريا
١٩٣٥-١٩٨٥
سنية صالح، كاتبة وشاعرة سورية، ولدت سنة ١٩٣٥. عاشت بين بيروت ودمشق. بلبنان حيث تعيش أختها خالدة سعيد زوجة الشاعر أدونيس، تعرفت على زوجها محمد الماغوط، الشاعر الكبير. أنجبوا ابنتين شام وسلافة. قضت عمرها في خدمة عائلتها، خصوصا زوجها الذي كان ملاحقا من حزب البعث بسوريا. لها أعمال جميلة من بينها “الزمان الضيق" (شعر) عن المكتبة العصرية – بيروت ١٩٦٤. "حبر الإعدام" (شعر) عن دار أجيال - بيروت ١٩٧٠. "قصائد" (شعر) - عن دار العودة - بيروت ١٩٨٠. "ذكر الورد" - (كتاب) الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر- بيروت ١٩٨٨. "الغبار" (قصص) عن مؤسسة فكر للأبحاث والنشر بيروت ١٩٨٢. بعد صراع مع مرض عضال توفيت سنة ١٩٨٥ بباريس. رحيل مبكر وفاجع.
سنية الصالح، الشاعرة الكبيرة التي لا زالت لم تأخذ حصتها الكاملة داخل العالم العربي.
Sonia Salih I Syrien
1935-1985
Sonia Salih ist eine Schriftstellerin und Dichterin aus Syrien. Geboren 1935, verbrachte sie viele Jahre im Libanon. Dort lebte Ihre Schwester Khalida, die Frau des großen Dichters Adonis. In diesem dichterischen Milieu hat sie Ihren Mann und Dichter Mohamed El-Maghout kennengelernt. Sie bekamen zwei Töchter, Sham und Salafa und sie widmete ihr Leben ihrem Mann, der politisch von der Baat-Partei in Syrien verfolgt wurde. Sie veröffentlichte unter anderem „Die enge Zeit“ Gedichtband 1964, „Todestinte“ Gedichtband 1970, „Gedichte“ 1980, „Blumengebet“ Gedichte 1988, „Der Staub“ Kurzgeschichten 1982. Nach einer heimtückischen Krankheit verstarb sie 1985 in Paris, eine verfrühte und tragische Abreise.
Sie war eine großartige Dichterin, die in der arabischen Welt leider immer noch verkannt wird. / Noureddine Rhattas
*******
Post A Comment: