الاهداء...الى الشاعر المبدع لطيف هلمت ..
تحلق أصدقاؤه الأدباء حوله وجعلوا ينصتون إلى صوته الهادئ وهو يترجم قصيدة ذلك الشاعر المكتهل وهو يتحدث بأسى :
(كان مولعاً بالفراشات
يلاحقها عبر تلك الخضرة الآسرة
التي تطوق قريته الوادعة)
ثم أردف شاعر بجواره : هلا أعدت لي العبارة الأخيرة ..
يحاول أن يستدرك وهو يلاحق انثيالات الشاعر على المنصة
(كان طفلا جميلاً
أحلامه كالفراشات
يمضي من دون أن يدرك
يبتعد كثيرا
فتتفاقم مخاوف أمه
أين أصبحت يا كاوة ؟؟)
كانت ملامح الشاعر مسكونة بحزن شفيف وهو يتواصل في حكايته العجيبة ، بينما الآذان مشرعة لتلقي ترجمة صافية تنم عن مقدرة في صياغة الجمل وترتيبها ..
(فجأة
تسقط القنابل على بيوت القرية
تشتعل النيران
وصائد الفراشات
فوق قمة التل
مأخوذاً بدوي القنابل
وهو يقتفي الفراشات الزاهية ...)
ارتعشت الأذان بانتظار تكملة القصيدة وهي تستحثه على مواصلة الترجمة الا انه صمت حتى استدارت الوجوه متساءلة عن سر توقفه ...
اصطدمت العيون بعينيه المغروقتين بالدموع ،غصة بذرت ارتعاشه مفاجئة في شفته السفلى.
Post A Comment: