في مجتمعنا الشرقي العربي والمسلم يعتبر الشرف هو المعيار الأساسي في اختيار (الزوجة)، في حين أن الزوجة بطبيعة الحال لا يجب عليها أن تكون وفية لزوجها وليست مضطرة للخيانة،
لان الحياة الزوجية تعتمد على الشراكة في جميع الأمور الحياتي، عندما يمر الزوج بأزمة نفسية أو صحية أو مادية، أو يعيش مشكلة عائلية أو اجتماعية أو مع الأصدقاء أو في العمل يجب أن تقف الزوجة إلى جانبه بحكم أنها شريك في حياته، وليست مضطرة إلى الخيانة، اذا كان هناك خلل وتشعر بشيء ينقصها غير متوفر في زوجها وهي محتاجة إليه فهي ليست مجبرة بالاستمرار بالزواج ومن حقها طلب الطلاق,
ولا يختلف الحال بالنسبة للزوج، فهو يجب أن يقف إلى جانب زوجته في حال تعرضها لمشكلة من المشاكل الحياتية، وكذا الحال هو غير مجبر على الاستمرار في الزواج، اذا كان ثمت ما ينقصه ويعكر عليه حياته، ومن حقه الاتفاق مع زوجته باللجوء إلى حل لمشكلته، حتى لو كان الحل هو الطلاق، 
أذ الوفاء سواء في الجنس أو في الأزمة أو في المشكلة, متحقق ضمنا كون الحياة الزوجية تعتمد على الشراكة، ولا يحتاج ابدأ أن يكون معيار في اختيار (الزوجة)، 
وما يحدث في مجتمعنا عكس ما ذكر تماما سوى الغلاف (شريكة حياتك)، عندما يريد الشاب الشرقي العربي والمسلم الزواج يبحث عن فتاة شريفة، والمعيار الذي يعتمده برهان على شرف الفتاة هو اتفه ما يكون على وجه الأرض ألا وهو "غشاء البكارة"، 
لأننا لو أردنا فعلا اعتماد الشرف كمعيار أساسي في اختيار الزوجة لا يجب الوقوف عند غشاء البكارة فقط، بل يجب أن ضمن بانها (أي الفتاة) لم تمارس الجنس الفموي أو الخلفي أو التفخيذ، ويجب أن نتأكد من عدم ممارستها للسحاق أو تحرش، ولتأكد من خلوها من كل هذا يلزم منا أما معرفة الغيب أو إقرارها بنفسها،
 لكن الشاب الشرقي العربي والمسلم يدرك استحالة أثبات كل هذه التفاصيل، ويعول على غشاء البكارة دليل بعدم لمسها من أخر، وفي نفس الوقت اذا سمع هذا الشاب الباحث عن الزوجة (الشريفة) ولو مجرد إشاعة بأن الفتاة التي يطلب خطبتها تتحدث مع شباب عبر التواصل الاجتماعي يترك خطبتها، ولا يتعب نفسه بالتأكد من صحة الإشاعة، أو اختبارها من خلال التأكد من وجود غشاء البكارة،
 لا بل ربما يجزم بوجوده لكنه يترك خطبتها لمجرد كونها تتحدث مع شباب عبر التواصل الاجتماعي دون التأكد من نوع العلاقة، وهذه المشاهدات الكثير التي لا تحصى، والتي تتكرر بشكل مستمر وهي من الظواهر الطبيعية في سلوك كل شباب باحث عن الزوجة هي دليل قاطع على أن الشاب يعيش "هوس الشرف" بسبب تأثير الأسرة والمجتمع، 
لا يمكن أن نخلق مجتمع فاضل، مجتمع متقدم فكريا، مجتمع ينافس الثقافات والأفكار في المجتمعات الأخرى، وهو مؤثرة سلبي للشاب لدرجة أصابته بهوس الشرف، ولا تتوقف المأساة عند هذا الحد، 
كم فتاة بريئة أو لا تستحق القتل، قتلت وسرق منها شبابها بيد اقرب الناس لها وبمباركة المجتمع، بإشاعة أو تهمة أو ارتكاب، كم؟،
بين فترة وأخرى نسمع في الأخبار أو من الحي، فلانة قُتلت على يد أخيها, ابن عمها, زوجها أبيها, ابنها بتهمة غسل العار، لا يوجد غير الدم يغسل عار فتاة فعلت ما يفعله كل الأنسان الطبيعي؟، 
اذا فرضنا أن ممارسة العلاقة الجنسية عيب أخلاقي، فالمجتمع والأسرة غالبا هو المتسبب، وهو الذي يجرم وينفذ الحكم ويبارك بالجريمة ويرسل رسائل تحذير لمن تسول له نفسه، المجتمع هو كل شيء، أراهن العالم اجمع أن يأتي بأبشع من هذه البشاعة، 
وعند هذا المجتمع المجرم عديم الإنسانية المرأة وحدها المشمولة دون الرجل، اسمع كثيرا فلان يشرب الخمر تارك الصلاة لديه علاقات جنسية متعددة، نريد أن نزوجه فتاة صالحة شريفة تصلح حاله، أو أن فلان طائش عصبي متهور كثير المشاكل مع الأصدقاء والجيران والعائلة، نريد أن نزوجه فتاة عاقلة واعية تضبط تصرفاته، 
اذا كان في المرأة عموما خير وتصلح الأحوال والطباع للرجل لماذا تقتل على الإشاعة والارتكاب والتهمة؟، 
هذه الفاجعة لا تحل مالم يكف المجتمع فردا فردا عن الأسلوب الوحشي والسلوك القبلي والديني المتزمت، يجب أن يبدا المجتمع من إصلاح نفسه وان يسمح بالعلاج النفسي والعقلي، 
وان يعتمد المعاير الإنسانية في السلوك مع الأخرين، واحترام توجهات الأخرين، والمساوة بين الجنسين، وان يشجع على المصالحة مع النفس، ويحارب كل وسائل التطرف والتجهيل والتضليل والخرافة والكذب والمجاملة، ويبتعد عن المثاليات ويصبح مجتمع واقعي يتعامل مع المحسوسات والملموسات على أنها جزء أساسي في سلوكه وطريقة تفكيره، 
وإزالة جميع القيود والحدود والمطبات أمام تأسيس الحياة الزوجية، وان تسلك سلسل من الخطوات المتراصة تبدا بالتعارف وتؤسس على أساس التفاهم وتزين بالحب وتتوج بالزواج وتثمر بالذرية، وخلاف ذلك نحن أمام أسوء كارثة إنسانية، في مجتمعنا الشرقي العربي والمسلم، 
أنا شخصيا لا استطيع احترام مجتمع مستمر في السلوك الساري، ولا يمكن أن أصفه بغير أوصاف السقوط الأخلاقي والأسلوب الوحشي، ومركز الشرور على الأرض، عدو الإنسانية والحب والحياة،
 أن كان هذا الوصف قاسيا جدا، فانا اعتذر منكم لا يمكن أن اسمح لنفسي المجاملة والسكوت على الفاجعة وانا أراكم تدعسون على زهرة الحياة بأفكاركم المريضة.


إهداء: إلى المرأة الشرقية في البلدان العربية والإسلامية عموما...والعراقية خصوصا...لا سيما ضحايا غسل العار...




Share To: