قبل يوم من إمتحان شهادة البكالوريا في حين بدأت بعض صديقاتي في رقية الماء خوفا من العين و بعضهن تبكين و تتحدثن عن الإكتئاب كنت أنا أتفرج مع إخوتي مباراة المنتخب الوطني.. خسروا يومها و غضبت جدا...
بعدها خرجت للحقل عند عودتي أخذت ورقة و قلما و كتبت " إيمان لديك خيارين : إما النجاح في البكالوريا و هذا يعني أنك ستدرسين و تحققين أحلامك ، حتى أنك ستزورين قصر الحمراء و ساحة ماريا تيريزا بالنمسا ، إن نجحت سوف تخرجين من هذه القرية البائسة و ستقابلين أناسا جدد و ترتاحين من شوك حمار ...
أما الخيار الثاني هو شراء فستان قاظيفة أحمر و آخر أسود و مئات الوسائد و ( لي نابرو) و الكوفيرطات و قبول أول عريس يطرق باب بيتك....)
إرتعبت من الفكرة و مزقت الورقة و صرخت : مبروك الباك من اليوم ..... قال أبي " لوكان تجيبيه نحفف شلاغمي ...
ماذا كان يقصد؛هل سيهمني ذلك كثيرا...
لم أحضّر و لم أرقي الماء و لم أكتئب .... حضرت الإمتحانات بمئزري و ضربت تلك الصديقة التي خدعتني في الرياضيات و انتهى الباك.
يوم الإعلان نجحت و كنت الأولى أو الثانية في شُعبة آداب وفلسفةعلى مستوى ثانويتي... اتصل بي صديق ليبشرني ليلتها و على سواد سعدي شريحة الهاتف كانت عند أبي ، سمع أخي و حاول إفساد فرحتي فقلت له :ليس إتصال مبشر ما أغضبك ،كنت تنتظر أن أرسب.... آسفة لتخيب ظنك ...
و فرحت جدا يومها و حزنت كذلك لأن صديقتي سمية لم تتحصل عليه....
لم أنم ليلتها و بعدها بيومين لم أنم و كذلك و كل الصّيف لم أنم ربما نمت قليلا لم أعد أتذكر....
يوم التسجيل في جامعة بوزريعة شعبة آداب و لغة فرنسية ... نهضت على الرابعة صباحا خوفا أن يستيقظ إخوتي و يغيروا رأيهم ...
انتظرت في الطريق مع كلبنا الهامل صديقتي حسينة و أخوها... الحمد لله لم يكن إبن عمي يرعى الغنم ذاك الصباح و إلا لكان فصّل لي جبة و حاك لي قصة و" هايليك نهار الأول راحت مع منعرف شكون...". كان عندي الزهر ذاك اليوم..... و إلا باي باي الجامعة...
و رحنا أنا و حسينة و حين وصلت انصدمت ، أول شيء فعلته نزعت عقروشا أو عقدا كان في رقبتي ...
من قريتي إلى قسم اللغات في الجزائر العاصمة...
لما عدت في المساء من الدهشة نمت و نمت و نمت ......
اليوم أقول لخياري الأول شكرا لك ...فقد زرت قصر الحمراء و ساحة ماريا تيريزا و حققت الكثير من الأحلام ...و أقول لفستان القطيفة "و الله منلبسك "
مبروك الباك.
Post A Comment: