••••••••••••••••
١٩٥٨ بدأت الدراسة بالمرحلة الابتدائية ..
بلدنا ( القرية الصغيرة ) كان فيها مدرستين ابتدائى إحداهما للبنات والأخرى للبنين ..
ملامح ثلاثة رئيسية لا تنسى فى هذه المرحلة :

أولها : مشهد طابور الفصل وهو خارج من المدرسة رايح للمستشفى الحكومى بالبندر ..
وكل فصل كان له موعد سنوى يروح فيه للمستشفى ..
فى المستشفى يتم عمل كل الفحوصات الطبية ..
تحليل دم وبول وبراز ..
بعد نتيجة التحليل اللى كانت بتظهر نوع المرض عند كل تلميذ فورا بيتم وصف وصرف العلاج ..
كانت هناك أمراض متوطنة فى الريف المصرى نادرا ان وجدت أحدا غير مصاب بأحد هذه الأمراض ..
وكانت البلهارسيا والانكلستوما وديدان الإسكارس من أخطر وأعم هذه الأمراض وهذا بخلاف سوء التغذية ..

المشهد الثانى : هو مشهد طابور الإفطار الصباحى فى المدرسة ..
كل تلميذ بيتعرض لحالة مركزة من التغذية يمكن وصفها إن المدرسة ب تعلف التلامذة ..
طبق فول ساخن بالسمن ..
قطعة جبنة فلامنك كبيرة او قطعتين جبنة نستو وجبنة استانبولى ..
عيش شامى كنا بنسميه أبورة .
المهم ان كل تلميذ ياكل حتى الشبع وكأن المدرسة بتمارس نوع من علاج سوء التغذية الذى يعانى منه الجميع ..

المشهد الثالث ..
طابور الصباح الملفت للإنتباه بما يقدمه الأساتذة من ناحية وبما يقدمه طلاب الصفوف الدراسية الأكبر من ناحية ثانية ..
كنت شغوفا باستخدام الطبلة التى تعلق فى الرقبة ويضرب عليها 
 بإثنتين من العصى الخشبية ..
كتير من زملائى تستهويهم نفس الطبلة والبعض يستهويه الطبلة الكبيرة ( الطرمبيطة )
عشان أضمن انى أنا اللى أضرب على الطبلة دون زملائى كنت أتسحب لغرفة الموسيقى وأخفى العصاتين ..
تانى يوم قبل الطابور الكل يبحث عنها فلا يجدها وانا ببساطة أخرجها من مخبئها وأمارس هوايتى المعشوقة فى الضرب على الطبلة لينتظم الطابور ..
المشهد الأول كان مشهدا يتكرر كل عام مرة أو مرتين للجميع ..
وأما مشهد فجعة الأكل فكان مشهدا يوميا يغنى كل واحد منا عن التفكير فى إحضار أى أكل من بيته ..
وكذلك المشهد اليومى للطابور وخباثة الإستئثار بالطبلة ..
ويتبقى من فترة المرحلة الابتدائية مشهدان لا يبارحا الذاكرة :
اولهما يتعلق بالدروس الخصوصية التى كانت حينها عارا على كل من يلجأ اليها ..
وثانيهما مشهد إعلان نتيجة الشهادة الابتدائية وما صاحبها من مفارقات غريبة ..






Share To: