كنت أعمل وأنا صغير مع الصبية زملاء الدراسة أثناء أجازة الصيف المدرسة فى ورش دمياط وكان أكثرنا يأخذ معه رغيف أو أكثر من أجل تناول وجبة الغداء بعد أن يشترى غموس له والذى لا يخرج غالبا عن: مغرفة فول مدمس من القدرة تغرق الرغيف ثم نتعامل معه بعد أصبح شئ لا أستطيع وصفه مهما أوتيت من فصاحة وبلاغة أو تحديد معالمه فى حالة الجديدة التى أصبح عليها بعد أن توحد مع الفول المدمس مضروب بمغرفة القدرة ثم بيد صاحب المطعم ما علينا ......كان هناك من سكان دمياط ومن المعلمين من يشتهون تناول أرغفتنا القروية الفلاحى وبدونها عليها كنت مندهش لذلك كيف يعجب معلم من دمياط بأى شئ من قريتنا :دمياط أل فيها المولد وسوق الحسبة والبوستة وعربيات ملاكى ودار السينما والأستاد الرياضى الذى تقام عليه مباريات الدورى ويلعب عليه الخطيب وحسن شحاته ، وشوراعها مسفلتة ومنورة وبيوتها عالية والسقف بتاعها ما بيخرش ميه فى الشتا ....
أقول فى نفسى مندهشا كيف يعجب أحد سكانها وكمان معلم بخبيزنا وأرغفتنا وبعد أن أعتبرت أن هذه عجيبة من عجائب الدنيا السبع :قام أحد المعلمين السذج مبادلة رغيفه الأبيض الفينو برغيفى الأسمر الفلاحى والمدهش أنه سعيد بذلك وهو من أطلق عليه أسم الفلاحى كان المعلم يعتقد و يعتبر عملية المبادلة صفقة رابحة بالنسبة له وأنا أعتبرها كذلك أيضا ،وكان هو صاحب عرض المبادلة ، ثم أكدت عليه أنه لا رجعة فى العملية إذا تمت خوفا من ضياع الرغيف الفينو الذى أشتهى تناوله أكثر من اشتهاء المعلم رغيفى الفلاحى فهى صفقة رابحة بالنسبة لى... ثم تكررت عملية تبادل الفلاحى بالفينو بينى وبين هذا المعلم كثيرا .......ثم قمت برفع سعر الرغيف الفلاحى بعد أن أشتد الطلب عليه من أكثر من معلم وأصبح برغفين فينو بعد أن طلب المعلم منى رغيف آخر لمعلم صديقه و بعد إتفاقى مع صبى من زملائي كان يتناول الغداء معى فى نفس المطعم بأن نعطى رغيفه لصديق المعلم. وافق زميلى الصبى معتقدا مثلى أنهم ناس هبل ومخابيل: لموافقتهم مبادلة رغفنا الفلاحى القروى برغفين فينو لمدينة دمياط ...أستمرت هذه العملية التجارية على ذلك فترة من الوقت ... ثم أصبحنا نأخذ حقنا نقدا أى قرشين لكل منا وحتى لا يكون تبادل سلع فقط وافق المعلم الذى يبادلنى على ذلك وما زالت تتملكنى الدهشة من صنيع و عبط وغفلة الرجل و سذاجته فى تناول أرغفتنا ........ كان غاضب فى المرة الأخيرة: عندما أعلنتها صريحة أننى لن أبادل الرغيف الفلاحى بعد ذلك بأقل من ثلاثة أرغفة فينو أبيض بعد الأن: بعد أن أخذت أعدد فى مزايا الرغيف الفلاحى بعد أن تأكدت من جهات أخرى مستقلة تماما وبعبدة أيضا عن عملية المبادلة أن تناول الرغيف صحى وأفضل فى قيمته الغذائية من الأبيض وكانت دهشتى كبيرة لذلك وغير مصدق ...فكرت للرجل أن دقيق الرغيف الفلاحى منخول و يمر بعملية تخمير وعجن وتسوية فى النار هى الأفضل على الإطلاق حتى تراه بعد ذلك على تلك الهيئة ؛ فيصبح قابب منفوخ أستمع الرجل لكلماتى جيدا ومبرراتى المنطقية لرفع السعر : لمبرراتى ويبدو أنه أقتنع، ولكن لم يمنعه ذلك بوصفى أننى وظفت حاجة الغير للسلعة باسغلاله قبل أن يوافق أن يكون الفلاحى بثلاثة أبيض ...



Post A Comment: