.                        عبد المحسن يوسف


كلما عطشتُ وتقتُ للشعر الصافي أَرِدُ هذا النبع الذي يُدْعى " رفائيل ألبيرتي "..أكسر حدة العطش ، وأشعر بعدها أن في فمي ربيعًا يتبرج ، وأن خضرةً وارفةً تتسكعُ في القلب ..رفائيل - كما كتب عنه بابلو نيرودا - " كائنٌ ناجٍ من الموت ، أعدَّتْ له ألفُ ميتةٍ لقتل الشعر فيه ، لكنَّ الشعر لم يمت ، فللشعر أرواح القطة السبع " ، ويضيف : " الشعر يخرج من كل تلك الحوادث بوجهٍ نظيفٍ وابتسامةٍ من أرز وقلبٍ مجبولٍ من نار الأعناب وهدير الموج "..إن أغاني إسبانيا الأساسية تنصهر في كأس " رفائيل " ، لقد ابتدع الأغاني التي نمَتْ لها أجنحة ، فراحت تحلق فوق كل أرض ، الشعر من غير هذه المزية يرن ولكنه لا يغني ، وألبيرتي غنى دائمًا ...هنا مقتطفات من تلك المختارات التي ترجمها صالح علماني ، وعاصم الباشا. 

١ 
إنه وجهي ، وجهي أنا ، وجهي الحقيقي.
لي ستون عامًا ، أجل ، وأريد أن
أحملها كمن يحمل راية.
٢
أنتَ في وحدتكَ 
بلدٌ مزدحم.
٣
أنتَ رسمتَ الموسيقى
التي ترى.
٤
حاولْ ألا تنظر إلى العجائب الكثيرة ، 
النوافير ، القصور ، القباب ، الأطلال ،
لأنك ستجدُ ألفَ ميتةٍ مباغتةٍ
- إذا كنتَ قادمًا لترى - دون نظر.
٥
بوسع الخلود أن يكون
نهرًا فحسب ،
حصانًا منسيًّا ،
وتحليقَ حمامةٍ تائهة.
٦
لماذا تنظرُ إليَّ بهذه الصرامةِ ،
أيُّها الحوذيُّ ؟
لديك أربعة بغال ،
وحصانٌ في المقدمة ،
وعربةٌ عجلاتها خضراء 
والطريقُ كلُّها لك ،
أيُّها الحوذي.
ماذا تريدُ أكثر ؟
٧
ربما في هذه اللحظةِ 
تمرُّ في خاطري.
مثل برقٍ يضيء ،
مثل طلقةٍ بلا هدف.
٨
أطفالُ " اكستريمادورا " ،
يمضونَ حفاةً.
المطرُ 
يبلّلُ أحلامَهم.
٩
في ساحاتِ الضياع ،
أقايضُ خيولًا رديئةً ،
يا حياتي ،
بخيولٍ كريمة.






Share To: