في الوقت الذي نثمن فيه دور الاطباء والممرضين وكل الكوادر الطبية التي كانت ومازالت في الصف الاول في مواجهة مرض كورونا اللعين و يعملون لحد الان على مدار الساعة ويواجهون مخاطر جمة والكثير منهم اصيبوا به و عدد لايستهان بهم قد فقدوا حياتهم مع كل الاسف، هؤلاء يمثلون الطبقة الانسانية الخالدة في الذاكرة الى الابد ومازالت المستشفيات الحكومية الى يومنا هذا تكتظ بهم على الرغم من انعدام الدعم الحكومي ويستحقون منا التحية والتقدير ، ولكن مع هذا فان اكثر طبقة جشعة بعد السياسيين هم الذين يستنزفون اموال المرضى الفقراء والمتمثلة بتجار الادوية والمستشفيات الاهلية وبعض الاطباء والصيادلة والمداخر والوسطاء الذين يستغلون الجوائح والاوبئة والامراض لاثراء جيوبهم المثقوبة.
بعيدا عن التعميم فان معظم تجار الادوية مصاصي دماء، لا يمتون للانسانية بصلة وهمهم الوحيد المال مهما كانت وسيلة كسبه قذرة وغير قانونية ومع كل الاسف هناك عدد من الاطباء المنخرطين معهم في هذا العمل غير الانساني فلولاهم لا يمكن لتجار الادوية من الاستمرار في استغلال الناس بهذه الطريقة.
قبل اقل من عامين كنت مقيما في فندق شيراتون في بغداد و تعرفت على شاب لا يتجاوز عمره الثلاثين في كل الاحوال وحدثني عن صالة الروليت والقمار الموجودة في الطابق العلوي للفندق ودعاني الى الصالة وبعد تفكير وتامل قبلت دعوته حبا للاستطلاع ومعرفة كواليس هذه الصالات التي كنت اسمع عنها في الاعلام ولا اعرف عنها شيئا واثناء ذهابنا الى الصالة و نحن في المصعد قال انه خسر اليوم فقط ٧٠ ورقة اي سبعة الاف دولار خلال دقائق، قال ذلك ساخرا و هو يضحك فسالته فورا عن عمله ؟ فقال انه صيدلاني ولديه الكثير من المال وهذا المبلغ الذي خسره ويخسره باستمرار لا يعني له شيئا فمكسبه من تجارة الادوية يفوق الخيال!.
نعم هناك ادوية لا تتجاوز سعر الشركة دولارا واحدا بل احيانا بضع سنتات ولكن يباع في الصيدليات باكثر من عشرة دولارات واحيانا تصل الى المستهلك اعلى من ذلك بكثير وهناك شركات ادوية غير رصينة تزود الصيدليات بادوية غير فعالة نتيجة جشع بعض الاطباء واتفاقاتهم السرية معها لحضور مؤتمرات في الخارج او مقابل مبالغ نقدية غير قانونية اضافة الى الكثير من الخفايا في هذا القطاع ومع كل الاسف يبقى الضحية الوحيد هو المواطن المريض و لا اعلم كيف يمكن لانسان ان يستمتع بمال شخص فقد صحته وقد لا يملك قوت يومه ايضا !... 
في الفيسبوك هناك عدد كبير من الاطباء الذين يروجون لانفسهم بطرق شتى وهم بعيدون عن الانسانية، ويتجسد ذلك عندما تحتاج مساعدته في استشارة طبية او عندما تتصل به عند الحاجة الفعلية فمعظمهم يستغلون الوضع الحرج للناس بطريقة ما ، اعرف اطباء ينادون بالانسانية وشكلوا فرق عمل مجانية في الفيسبوك ويطالبون مصابي كورونا سابقا ببلازما الدم ولكنهم في الحقيقة  هدفهم الوحيد هو الكسب المالي فقط عبر وسائل متنوعة واستغلال الناس بابشع الطرق .
اما المستشفيات الاهلية فحدث ولا حرج لان حجم الجشع فيها قد فاقت كل الحدود والمعايير العالمية و الانسانية في ظل عدم وجود رقابة حكومية بل ان اصحابها هم من اصحاب النفوذ في الحكومة والاحزاب المتسلطة، على سبيل المثال وصلت كلفة رقود مريض كورونا في المستشفيات الاهلية في اقليم كوردستان الى ارقام لا يمكن تصديقها وسط سخط شعبي كبير  وبعد ان تم تخفيضها من خلال لجنة طبية وصلت كلفة رقود مريض كورونا ليلة واحدة في غرفة مجهزة بكافة وسائل التنفس والاوكسجين الى مليون ونصف دينار  !.
.
.
.

يوسف شواني -٢٠٢٠/٨/١٣



Share To: