يمكنك وبكلّ ببساطة، أن تعتنق جميع الأديان، من خلال الإيمان بثلاثة أمور.
الخالق، الإنسان، الكلمة.

الخالق؛ قد يختلف الكثيرون في صفات أو أسماء الخالق، ومهما كان الاختلاف، في تلك التفاصيل، فهي لا تشكّل خلافًا، إذا علمنا أنّ الجميع يعجز عن معرفة المخلوقات، فالجميع حتمًا سيجهل خالق المخلوقات، والخالق لا شكّ يعلم هذا الجهل، ويعلم أنّه لم يخلقنا على مستوى ندرك معه حقيقة المخلوقات فضلاً عن الخالق، فلا يمكن للخالق أن يحاسب على مافوق المدارك.
فلو أطلق أحدنا اسم ( الله، أو الطبيعة، أو المسيح، أو الفنّان العظيم، أو حتّى المادّة السوداء المجهولة كنهًا) هو بالنهاية يؤمن بالخالق.

الإنسان؛ هو المعيار لجميع الرموز من الأشخاص، في جميع الأديان والمعتقدات، فما دمت تؤمن بالإنسان، لا يستطيع أحد أن يعتبرك خارج دينه، فمن يؤمن بعيسى -مثلا- هو يؤمن بإنسانيّة عيسى، وكذلك الأمر بالنسبة للمؤمنين بـ محمّد و موسي وزارادشت وبوذا وعلي وعبدالقادر والحسين والمهديّ وغيرهم، لأنّك تحمل في قلبك المعيار الّذي يفترض بهم اعتباره، وهو الإنسان.
ويندرج من معيار الإنسان كثير من القيم التعامليّة الّتي تبنى مع المخلوقات مما هي دون الإنسان أيضًا، كالحيوان والجماد والبيئة، وتتجلّى القيم الأخلاقيّة في جميع الأعمال، حتّى في التعامل الأخلاقي مع الوحل -مثلًا- إذ يتحوّل بالتعامل الجميل إلى تحفة فنّيّة.
وهذا يعني أنّك تعامل الآخرين بمعايير الإنسانيّة وبالأخلاق الّتي يتّفق عليها جميع البشر.

الكلمة: هي الوسيلة والعمل والاداة والمناجاة والتعامل والوحي والصلواة وغيرها من الأمور الجوهريّة في جميع الأديان.

ولو اتّبعنا هذه الفلسفة، لخلقنا الودّ والانسجام بين جميع الأديان والأفكار والتوجّهات، المؤمنة والكافرة واللامبالية أيضًا، وأسّسنا لجيل منير ومستقبل عظيم.





Share To: