الاحتواء هو الانسجام الروحي بين طرفين والطريقه التي يستوعب فيها احد الطرفين للاخر. يشمله ويهتم به وبمشاعره بشكل يغطي جوانب حياته. فلو شبهنا الاحتواء بشيء مادي فهو تماما كالوعاء الكبير الذي يحتوي الوعاء الصغير. والاحتواء يكون بحسب الدور الاجتماعي الذي يقوم به طرف نحو الاخر. فالام مثلا تتسم باحتوائها لزوجها وابنائها كجزء من متطلبات دورها نحوهم. أما بالنسبه للرجل فالطريقه التي يحتوي بها زوجته تتمثل بمنحها كل الدعم والاهتمام سواء من النواحي العاطفيه والنفسيه والاجتماعية والسير معها بنجاحاتها خطوه بخطوه وتقدير مشاعرها واحترام مواقفها والتناغم مع متطلباتها. ويأتي دورها في احتواء شريك حياتها بالاهتمام به ماديا ومعنويا والاستماع لهمومه ومشاكله ومتابعة مشاريعه والتفكير معه والتناغم مع توجهاته ومشاعره والتخفيف من أحزانه ومشاركته افراحه فالاحتواء ليس فقط عناق الشخص واحتضانه إنما يقترن بالتعاطف معه وامتصاص غضبه وإن سلوكياته غير مرضيه ...ويثور تساؤل هام جدا هل الحب كافي لاقامة علاقة سويه بين طرفين أم الاحتواء أهم من الحب؟ أوضح لكم من وجهة نظري المتواضعه أن أقوال وعبارات الحب أصبحت كثيره وسهله فما ابسط من قول كلمة أحبك ولكن يري من القائل ما يدل علي هذه الكلمه وهنا يأتي دور الاحتواء. فمثلا عندما تجد شخص يحتوي بما تحمله هذه الكلمه من معني من تفاهم وتقارب من مشاركة في جميع نواحي الحياه الاهتمام بأدق تفاصيل الطرف الاخر ومتابعته ورعاية احساسه وتقديره لمشاعره والحفاظ عليه والتمسك به في نظري هذه التصرفات أبلغ واعمق من الف كلمة حب الكلمات ما اكثرها لكن الدلائل عليها هي الإثبات الحقيقي لهذه الكلمه. فما أجمل ان تجد من يشاركك في كل تفاصيل حياتك في كل صغيره وكبيره لا يعيطك الفرصه ولو للحظه ان تشعر انك وحيد في هذه الدنيا الاحتواء في نظري هو الحب الحقيقي بل هو الطريق إلي الحب حتي وان لم يصرح المحب بهذا الحب يكفي هذه الأفعال للدلاله عليه فمن المستحيل ان تجد شخص يحتويك بكل هذه التفاصيل والمعاني وان لا تقع في حبه الاحتواء عطاء دون ان تنتظر المقابل وليس فيه تبادل للادوار فالاحتواء الحقيقي ان تحتوي من أحببت دون انتظار الرد وتلك اعظم معاني الاحتواء والحب بل هو الحب بعينه التي تطوق إليه كل نفس وتسعي اليه كل مشاعر متلهفه لمثل هذه المعاني الساميه في شريك حياتها ما اجمل ان تجد مثل هذه الصفات في شريك حياتها ما اجمل ان تجد مثل هذه الصفات في شخص كل همه هو إسعادك فقط وان يري إبتسامتك علي وجهك ما أروع هذه النماذج التي قلما ان تجدها في زمننا هذا فالانسان بطبيعته يبحث عن الامان بدافع فطرته السويه فالاحتواء يشعر الانسان بالامان وان هناك من يهتم لامره ويعاونه علي تخطي أزمات الحياه المختلفه مما يرسخ في وجدان وذهن الطرف الآخر ان هناك سندا له في هذه الحياه فيجعله لا يبالي بما سوف يحدث له فما أروع هذا الشعور الذي يعطيك احساس ان هناك من هو لك سدا منيعا يقف بجانبك ليتلقي عنك اي صدمه او ازمه تحدث لك في حياتك فما اروع الاحتواء وما اجملهم هؤلاء الرائعين الذين يتحلون بهذه الصفه الجميله( اللهم ارزقنا بهم واياكم ).
Post A Comment: