لن أزعجك ثانية عزيزتي .
هكذا تحدث اليها وعيناه تتوغلان عميقا في عينيها .قبل أن يسحبهما بعيدا مخافة أن تخونه دموعه وتظنه ضعفا منه ..
التفت الى المدى ..سرح بعيدا وكأن روحه فارقت جسده وتابعتها عيناه وهي تستعد للنهوض  ..
أصلحت خمارها وهي تهم بالرحيل .ضعيفة كانت مثل ريشة في مهب الريح أو أقل .
همت بالنهوض من مقعدها كي تغادر  .كان صعبا عليها أن تفعل .انتظرت أن يساعدها .كما تعودت من قبل ..لم يأبه لها ..كان يريدها أن ترحل ..بل كان بوده لو يدفعها بعيدا .بعيدا ..كي لا يرى لها أثرا بعد الأن ..ولم يفعل  ..ليس ضعفا منه حينها ولا خوفا منها ...ولكن حبا لها وهياما وجنونا ..
كان الارتباك باديا على محياها ..بيد باردة ترتعش ..تناولت كوب الماء .رشفت منه رشفة وأعادته في لمح البصر مخافة أن يسقط من يدها ..
همت بالاعتذار له ..
أفكار شتى تتضارب في راسها الصغير  .
حاولت وحاولت لكنها لم تفلح الا بعد جهد جهيد  ..
نلتقي قريبا عزيزي اذا شئت .أمهلني بعض الوقت ..
ستجدني هاهنا حيث تركتني . ستجدني على العهد باقية ...
أعاد عينين باردتين ملأتهما الدموع ..تطلع الى عينيها بسرعة ثم غض بصره .
نهض بتثاقل ..مد لها يدا باردة .لم تتعودها منه ..
ثم همهم بكلمات أكثر برودة..
قد أعود ..وقد لا 
لا تنتظريني كثيرا ..
لست أدري ما ستفعله بنا الايام .ثم أخرج من جيبه ورقة نقدية تركها على الطاولة ..
ونهض لا يلوي على شيء .
اختلط عليه الحابل بالنابل .  
يريد المحطة  .
يريد الهروب لأبعد الاقطار  ..
خوفا منه عليها..
خوفا من عينيها ...



Share To: