الورد يبين الأحاسيس والمشاعر الداخلية للبشر، يعطي الإحساس بالراحة النفسية،والطمأنينة والنقاء والصفاء الداخلي، ولون الورد يدل على طبيعة الإنسان ونفسيته.
يعبر الورد عن الحب والحنان والرومانسية والأمل والتفاؤل. ومهما تكلمنا وكتبنا وجمعنا خيال الأدباء فلا ننجح ، فيما تنجح فيه الوردة حينما تهديها وتبصرها العين فيتكلم الجسد بلغته، وتبث خلايا الدماغ هرمون السعادة، فحتى لو كنت معاتبا للشخص الذي أهدى الوردة، تسامح وتنسى فالوردة خلقت من الحب وجعلت للتسامح كذلك،ولا يعرف قيمتها ورومانسيتها إلا من كان متحضرا له عزة النفس والشموخ.
لكن بعض النفوس تحب الورد وترفض شوكها ،نعم للوردة، لا لشوكها،مثل حب النفس للعسل والخوف من لسعات النحل،أظن أن الحياة مبنية على ثنائية في كل شيء، وهذا ماعناه ايليا ابو ماضي واستغرب من الذي لايرى في الورد إلا الشوك ويعمى أن يرى فوقها الندى إكليلا ، شخص متشائم لا يقبل الثنائية .
يخيل إلي أن الشوك والورد ثنائية ممتازة للتعبير عن مغزى الحياة، كأنها دمعة وابتسامة،وليل ونهار، وكذب وصدق،وخوف وشجاعة،وموت وحياة،إنها ثنائية سرمدية ،أبدية، هما زوجان متضادان، والحقيقة هما متكاملان ،لا يظهر الأول إلا والثاني يعقبه،لا تستلذ شيئا ،إلا بعد بعد أن ذقت مرارة ،فتاتي الحلاوة وتمسح المرارة وتنسيك فيها.
إذا تصورت الأمر مثلي ،فإن قطفك للورد رغم حذرك ستنغرس شوكة وتسيل قطرة دم ،وكأن الوردة لها مقابل، وهكذا هي الحياة شوكة ووردة،ولن تنال الوردة إلا بشوكة، هذا هو درس الحياة فلنتعلمه ونقبل به.
هل تأملت يا صاحبي ،المرأة أثناء ولادتها،مخاض عسير وألم شديد، أليست هي الشوكة!؟تبكي وتتوجع ،ولكنه جسر ضروري للعبور ،قانون معمم على كل نساء الدنيا، لكن بمجرد خروج طفلها للحياة ،وسماع صيحته ،تبتسم وتضحك وهي باكية،او لنقل تبكي وهي ضاحكة، وتسمع زغرودة تستيقظ لها القلوب العاطفية، تقول الحمد لله .
هو الألم الذي تأتي بعده مباشرة اللذة، هو انتصار، والظفر بجوهرة السعادة، فلا لذة إلا بعد ألم،نتألم لتكون قيمة للحياة،ونبكي لنضحك،ونمتحن للننجح،ويصيبنا الشر،والخير على بعد أمتار منا.
ارض بالشوكة حتى تنال الوردة،فالشوك هو غول مختبئ في أعماقنا ،تستطيع السيطرة عليه لتكون في الحياة وبها، فهل انت مقتنع بقطف الورد ؟ وتقبل بجرح بسيط يسببه الشوك ! وجمال وعطر الورد يهديك مرهما يشفي جرحك البسيط !.
Post A Comment: