وجهُ الرَّصيفِ
أعمىٰ بلا قسماتٍ
تصرخُ بالمزيدِ أقدامُ المارّةِ
دهسَ دموعَهُ بيدهِ
إنسلتْ إلىٰ شارعٍ
أكثرُ خيبَةْ
يتقيئُ فمَهُ بخارَ العجلاتِ
مادامَ المساءُ يحتاجُ تضحياتْ
على كتفِهِ
يحملُ كيسَ أوساخٍ مثقوبْ
لا يسدّ رمقَ أطفالٍ بلا آباءٍ
نطفٌ مجهولةٌ برحمِ المطباتِ
أنجبت إعوجاجَ الطريقِ
يبيعونَ حليبَ أمهاتَهُم
معلبْ علىٰ أثرياءِ العُقمِ
ما الجّوع الىٰ التّمني
أكثرُ من جوعِ المستقبل
يوماً آخر بلا خبزٍ
يتعرقُ خَجلاً
ركنَ النفاياتِ
يُخرجُ من جيبهِ
شراشفَ عشيقينِ
تمنّوا الخطيئةَ لولا الحرب
تتعانقُ خواتمَهُم
بمكبِّ المستحيلِ
يمسحُ وجهَهُ
يبقى الشارعُ وحيداً
بلا ارصفةٍ
بعماها تُقمّطهُ المفاجأتِ
كلُّ حاضرٍ إنقطعَ ضوئهُ
Post A Comment: