قرأت كثيرا في التاريخ الإسلامي لاحظت من خلال قراءتي  المتكررة ،أن أكثر من يكتبون في التاريخ الإسلامي،وخاصة المستشرقين وهذا عن سوء طوية وقصد منهم ،  يحاولون التركيز على الأحداث السلبية والمناطق المظلمة فى تاريخنا والتى لا يخلو منها تاريخ أى أمة من الأمم متجاهلين ومهمشين  الأحداث المضيئة للأمة...... توجد السلبيات فى تاريخ الأمم وهذه  نتيجة طبيعية يلمسها كل باحث أو قارئ تخضع قراءته :لموازين العقل وأدوات البحث....

أما أن يكتب التاريخ الإسلامى من قبل أغلبية المستشرقين وكأن حرب ضروس وصراع واقتتال على السلطة وإبراز تلك الصورة وتضخيمها ...فمن إذا كان ينشر الدين ويحارب ويدافع وينشأ الحضارة وينشرها فى ربوع العالم الإسلامى الممتد شرقا وغربا........لا ننكر بأنه كانت هناك سلبيات  في المجتمع الإسلامي  وصراع على السلطة وانكباب على الشهوات و الملذات فهذه طبيعة النفس ولابد أن تفسر غالبيتها فى مستوى السلوك الفردى الشخصى.... ولكن أن تنتزع من سياقها التاريخى ثم يكون التركيز عليها وكأنها شغل الحكام الشاغل فهذا سوء نية ...

 تقرأ في فترة الخلافه الأموية أو العباسيه  فى كتب المستشرقين إلا من رحم ربى فهناك من احترم موازين العقل وأدوات البحث وهناك من الفضل فى نشر ترتثنا الإسلامى اما من أقصدهم فهم من يكتبون من أجل تصيد الأخطاء التى تحدث كنتجة طبيعية لصراع التفس الإنسانية وحبها للسلطة فى كل مكان وفى كل الأديان..... فلا تجد فى العباسية  إلا تآمر ودسائس وخيانة  وصراع وقتل ودم  داخل القصور، وهذا يدبر للآخر تستعجب ألا يوجد وقت العبادة والحرب والحج........  يتحدث  المؤرخ عن الحادثه الهامشية إذا قيست بالأحداث الضخمة المؤثرة في حركة التاريخ وتقدم الحضارة من علم وفلسفة وتشييد ثم يعود إليها بالشرح والتحليل ولى عنقها لتوافق هواه  ويضخمها أمامك وكأن المجتمع ليس له أى وظيفه غير القتل؟؟!!..... فالنصف الأول....... يدبر للنصف الثانى ... و كأن  المجتمع ليس به حضاره وعلم وجهاد في سبيل الله، وفتوحات وعلم وثقافه وتجاره وعلاقات دوليه وسفارات وأتساءل إذا ؟؟ لو كان  المجتمع لا يوجد به إلا الكيد لبعضه والدم  القتل 
فمن أبدع هذه الحضاره ؟؟التي علمت البشرية وكانت لها الريادة طيلة  القرون الوسطى وأخذت علي عاتقها تطوير العلم وحفظه ليكون نواة الحضارة الغربية فى عصر النهضة  بعد أن حولته من النظريه إلي التجريب علي يد العلماء المسلمين..

وظاهره أخري  يركز عليها المستشرقين وهي إللهو الفج المبالغ فيه الذي يصورون فيه الخلفاء المسلمين.... نعم كان هناك لهو ولكنه موجود أيضا في كل  المجتمعات البشريه..  أيعقل أن يكون بهذه الصوره الذي وصفها المستشرقين هم وقع تحت تأثيرهم وسار على  دربهم. 
ألا يوجد  في تاريخ المسلمين شئ يدرس غير ثقافة الإحباط واليأس ؟؟؟ ألا يوجد هناك شئ غير أن يقتطعون جزءا سلبيا من تاريخنا ثم يسلطون عليه الضوء  ويصورونه  أمامك، ثم يعودوا اليه مرة بعد أخرى  ليأخذ أكثر من حجمه ليحتل مساحة كبيرة فى عقلك ونفسك ليحجب بقية الصوره الإيجابية من تاريخك وتظل هذه الصورة تلح على ذهنك  فلا ترى غيرها.. .. ليحبطوا الإنسان المسلم ويقنعوه  بأن تاريخه عباره عن صراع على السلطه ينتهي بالدم وقتل بعضهم بعض .. الصراع علي السلطه صراع بشري فطري يوجد في كل المجتمعات ،وفي كل العصور ..



Share To: