سألت جبران، كتبت له:
ـ كيف لي يا أبتي أن أرسم بيراعي من الرداءة التي تحيط بي جمالا؟
و من الرتابة أشعارا تتراقص لها الغيد الحسان؟
أجابني جبران: ـ يا بُنيّ...
إننا إنما نعيش لنهتدي إلى الجمال، وكل ما عدا ذلك..
هو لون من ألوان الإنتظار.
سألته:
ـ و كيف أتبيّن الجمال من القبح،
و كل تفاصيل ملكوت خالق الكون معجزات؟
أجابني:
ـ ليس اللؤلؤ سوى رأي البحر في الصدف،
و ليس الماء سوى رأي الزمن في الفحم.
دع روحك تحلق بعقلك إلى ذرى العاطفة،
حتى تصدح بالنغم.
سألته:
ـ ما قولك في حِبْر يحنّ لرحم جذع الشجر،
حتى لا يتلطخ بسيرة بعض بني البشر؟
أجابني:
ـ بعضنا كالحبر، وبعضنا كالورق،
فلولا سواد بعضنا، لكان البياض أصم،
و لولا بياض بعضنا، لكان السواد أعمى.
سألته:
ـ كيف لي أن أجدف بقلمي على صهوة كثبان
غادرتها روح الابتكار و المفاجأة؟
أجابني جبران: ـ كنْ مثلي، يا راعيّ الودِّ و الميراث...
رحّالة أنا وملاّح،
ومع مطلع كل يوم ينكشف لي في روحي إقليم جديد.
• لروحك السلام أبي الروحي جبران خليل جبران.
Post A Comment: