..يجلس أحيانا في المقهي الذي أجلس فيه مع مجموعة من أصدقائه، لا يعرفنى ،وأنا كذلك لا أعرفه ،ولكنه مبهج الجلسة هجاء، حكاء، سليط اللسان حتى النخاع،يعلق علي الأشخاص والأحداث تعليقات نافذة ناقدة كاشفة؛لا تخضع لأي نظرية معرفة أو فلسفة أو مذهب فكري،هاربا تاركا منفلتا ؛غير عابئ بكل ما سلف ،كما هي حياته ،وطريقة عيشه وكأنه يعيش على غير مثال سابق ،وكأنه نظرية وحده تخرج للتطبيق على أرض الواقع مباشرة،وليست نظرية ذهنية باردة من التي تسكن الكتب، معرفته وثقافته أقرب للطبقه الشعبية من حديثه، تشعر أنه لم ينل قسطا كبيرا من التعليم ولكنه تسلح بمعارف تلك الطبقة ،وهذه الشريحة العريضة وعب منها عب الظمآن ؛ هو مثال حي لها ،ومجسدها علي أرض الواقع ،مع رجاحة عقله ،وقدرته على الحكي المتواصل السهل ،السلس المتدفق؛ بثقة ،هو يحكي بكله بعينيه التي تنطق بالفرح ،والسرور وكأنه يقبض دوما علي ضحكه تريد الانفلات، وهو يقاومها،يحكى بذراعيه واللتان هما علي هيئة شيئين قصيرين مغرزين في كتفيه، فهذا الشخص؛خفيف الظل جميل الروح، قصير ،مدكوك ،ملفوف سمين حد التخمة حتي تعتقد أن؛ هناك مناطق من جسده لا يعرف عنها شيئا ، مهدلة زائدة، عنه لا يشعر بها وكأنها ليست جزءا منه، و لا تخضع له ،ولسيطرته ،وكأنها دويلة استقلت كما تستقل دويلات الأطراف من الدولة المركزيه. هو يكحى بكل ما سبق؛يكحي باهتزاز كرشه ،وصدره الذي لا يتوقف عن الإهتزاز أيضا ... يدخل المقهى، الآن تهللت أسارير أصدقائه وسط تبادل شتائم، وسباب؛ لا يخلو من بعض البذاءة أحيانا والمداعبة ؛فهذه تحية استقباله المعتادة منهم إليه، والعكس صحيح سألهم فيما كان الحديث؟؟ قبل أن يأتي فأخبروه ثم أشتعل النقاش ،والجدل ،والضجيج والصراخ ؛بمفرده مجابها الجميع بسلاطة لسانه وقوة منطقه ،وسرعة بديهته ،وحضور ذهنه ..
Post A Comment: