السرادق مقام على ؛ الضفة الغربية ،لنهر للنيل أحتفالا ؛ بمولد أحد أولياء الله الصالحين؛ كان هناك عدد من الأشخاص ما زالوا علي الضفة الشرقية للنهر تأخروا فى عبور النهر .... المشكلة أنه لم تعد هناك وسائل لعبور النهر : لتنقلهم وأثناء انتظارهم على الضفة الشرقية ...جاءهم صوت منشد الليلة تحمله الريح الخفيفة أقرب للحلم منه للحقيقة ،وكانت إحدى ليالي الصيف يأتيهم الصوت عذب، ساحر ، منساب، رقراق، شجي، بطوف السماء والذى أصبحوا به ممتلئين تحت سحره واقعين مستسلمين ... كان بصوته نبرة من خشوع تذهب بنفسك لتعتنق جمال خفي كان حديث المنشد ، أو شيخ الليلة كما يطلق عليه البعض، رغم بساطته غاية في التركيب ،ورغم عفويته الطازجه عميق التكون ،ورغم براءته يستدرجهم لثراء من مشاعر تعانق وتتسلل لتضاريس الروح.......،إنشاده يصدر من ينبوع خفي يغترف أسرار لا تنتهي ،وكأن الكون في صلاة خشوع للواحد القهار ؛ كانت صفحة السماء صافية كصفحة النيل،والتي بدت كما قطع الكريستال المتألق بعد إنعكاس ضوء السرادق ونجوم السماء علي صفحته ليعكسه بعد ذلك جمال أسطورى لا معقول غرائبى ككل شئ بدا فى الليلة الهادرة بشلال من الحياة الصاخبة بوقار وبالمشاعر المجنونة .... ،كانوا من ينتظرون على الضفه الشرقيه يتمايلون طربا ،وشوقا للحضور لقلب الليلة ليندمجوا فى الصفوف و داخل حلقات الذكر الذى يغيب البقية التى الباقية من وعيهم ...فهم لا يستطيعون عبور النهر ، فلا توجد وسيلة إنتقال لتأخر الوقت .....،ولكنهم وصلوا فجأة للشاطئ الغربي دون شعورا منهم عندما عبروا النهر سابحين بعد ألقوا بأنفسهم فى النيل دون وعى منهم....... فقد لبوا نداء أمر خفي ، لم يستطيعوا له ردا بعد أن سيطر عليهم...... ،ولم يستطيعوا مقاومة صوت المنشد الساحر، فقد أصبحوا مسكونين باشراقات روحيه لا يعرفون مصدرها...... ،وكأنهم كشفت عنهم بعض حجب الغيب ،وحامت حولهم روح جعلتهم بين النوم واليقظه بها خدر لذيذ .....، ،ثم تخلخلت كثافة المادي وتحول لمعنوي ......، و فتحت لهم من الجمال والسحر أبواب لتسكن تضاريس الروح .....وبعد أن التحامهم فى صفوف الذكر والجميع يتمايل.... ومن يحمسهم للذكر يقوم بدور يشبه قائد الأوركستر وكان أشد منهم تغييبا.... وهم يصرخون من النشوة على إيقاع وكلمة: واحدة الله.. الله....... وأصبح هناك أجساد على الأرض تلقى وصرخات و تأوهات من الأعماق تصدر يطلقونها فى فضاء الله مسببة لهم سعادة وهدوء..... ثم صمت من المنشد وسكون وسعادة أكثر على الوجوه من وكأنه اوركستر كونى كانت الطبيعة جزء منه لا نشاز فيه....ثم ينطق صوت المؤذنين من الجهات الأربع يرفع أذان الفجر.. ...
Post A Comment: