كلما وقف أمام مرآته ليطالع وجهه وقد تمثلت عليه أمارات ثمانية وستين عاما ..
يرى نفسه شابا يافعا قد صبغ لحيته وشعر رأسه بلون أبيض ظن أنه قد يضفى على محياه صفاء لا يخالجه ما يشوبه ..
وأمسك بريشته التى لا يجيد الرسم بها فأضاف الى وجهه العديد من تجاعيد قد لا تبدو منتطمة اعتقادا منه بأنها قد تزيده مهابة ووقارا ..
ونظر الى مقلتيه وأقنع نفسه أن بصره الحاد قد ولى فاصطنع نظارة تبدو أنها طبية ليعالج بها ضعف بصره المظنون ..
وليكمل صورة نفسه لنفسه فقد تراءى له وهن عظم عوده المفرود حتى بدأ يستشعر آلامها وأحيانا كثيرة يفصح عنها لمن حوله ..
ويتردد الى الطبيب ويحتد عليه حين يقول له انه لا يرى فى نتائج الفحوصات ما يدعو لقلق فيقول له فى وجهه هل أصدقك أنت ونتائج الفحوصات وأكذب نفسى ..
ويتألم أحيانا كثيره فيسأله من حوله عما يؤلمه فيقول لا أدرى ..
الا ان الحقيقة الوحيدة التى يراها في نفسه هى أنه ما زال شابا يافعا ينظر ويفكر ويحلم بنظر وفكر وحلم الشاب اليافع ..
حلم الشباب المتأخر ...
...
Post A Comment: