في زحمةِ وحدتي
وسطَ غماماتِ الصّمتِ
وغبارِِ المللِ واليأسِ
زحفتْ من قلبي دمعةٌ
كانت تقتربُ من أنفاسي
بحذرٍ وخوفٍ
في لمعانِها شحوبٌ
ومن بينِ شفتيها
كانَ يُطِلُّ سؤالٌ
أكبرُ من حجمِ الفجرِ !
قلتُ :
- لا تقتربي من جرحي
ابتعدي عن جبلِ أوجاعي
أنا ذبحتُ كلَّ الأجوبَةِ
ما تركتُ لغربتي
إلَّا ترهلاتِ اْسمي 
ما حملتُ معي
إلَّا أحجارَ جسدي
ذكرياتي نسيتْ ملامحَ وجهي
لغتي لم تعد تفهمُ همساتِ روحي
وقصيدتي ترفلُ بكفنِ الحُلُمِ
ذهبتِ السّماءُ من فوقِ أجنحتي
وتمدَّدتِ الدُّروبُ تحتَ خُطاي
لا بحرَ يُجِيزُ لأشرعتي السّفرَ
لا حُدودَ تستقبلُ موتي
في هَويَّتي لم يجدوا لي اْسماً !
ولم يصدِّقوا أنّني ابنُ هذا الكوكبِ
جسمي مخلوقٌ من سديمِ السّرابِ
وصوتي أثقلُ 
من أنْ يحملَهُ الهواءُ
حتّى أنَّ القبرَ
يأبى أن يستضيفَ الأشباحَ
لا وطناً كانَ وطني ! 
لا حياةً كنتُ أحيا
لا قاتلَ سيُحاسَبُ
عن قتلي !!! 



Share To: