تلك قصتي مع عرافة سيوة 
هكذا بدأت ريم الصاوي مذيعة الراديو الشهيرة التي قررت أن تنهي اخر حلقات برنامجها بتلك القصه 
تحكي قابلت تلك العرافه  منذ مايقرب من عامين عندما كنت في احدي الرحلات برفقة أصدقائي في منطقة سيوة حيث قابلتها ونحن نتجول في صحرائها
وجدتها تنظر الي من دون أصدقائي وقد سلطت نظراتها علي ، وبخطي غير محسوبة ذهبت إليها بإراداتي ولكن كأن تلك الارادة مسلوبة مني تحركت بخطي قوية اقاوم الرمال التي امشي فيها
كانت جالسة علي الارض وامامها تضع منديل كبير عليه بعض الأحجار و القواقع البحرية
اتذكر عينيها الواسعة السوداء المكحله ، ووشم أسفل شفتيها عند الذقن اخذ شكل ثلاث نجوم صغيرة تجاعيد وجهها تنم علي انها تخطت الستينات
لازالت تنظر الي وانظر اليها حتي وجدت نفسي جالسة طواعيةً أمامها  ، كان أصدقائي حولي في كل مكان كلاً منهم منشغل في اللعب والمرح  ، دقيقة او اكثر مرت دون أن نتحدث لتكسر الصمت وتقول لي
انها كانت متاكدة من حضوري اليها
اتسعت عيناي من الدهشه وزادت دهشتي حين قالت انزعي ياريم ذلك الخاتم الفضة الذي في إصبعك
كيف عرفت اسمي لم أكن أصدق في يوم من الايام في هؤلاء العرافات اللتي سمعت عنهن من قبل
نزعت الخاتم وكأني لازالت مسلوبة الارادة ولكن قاومت ذلك بسؤالي لها كيف عرفتي اسمي
ابتسمت وقالت آن اسمائنا مكتوبه علي جبهتنا منذ أن نخرج الي الدنيا ومن يملك البصيرة وحده هو من يستطيع قرائتها
، وبتلقائية وكأني احاول  أن اتأكد من صحة كلامها  نظرت الي جبهتها ،  فابتسمت وقالت لا يقرأ المكتوب الا من حباه الله علمه ليقرأ
تحسَست أصابعي الخاتم التي طلبت مني آن انزعه من  اصبعي وسالتها لماذا طلبت ذلك
قالت اعطيني الخاتم
فأعطيتها اياه فمسكته ووضعته في قبضة يدها واغمضت عينينها للحظات دون أن تبدي اي فعل او حتي تتمتم بأي كلمات شعرت انها تتحدث لنفسها داخل نفسها فتحت قبضتها لاجد الخاتم وقد ظهرت عليه بعض علمات الصدأ
كيف ذلك وماذا حدث للخاتم حين كان في قبضتها
أمسكت بالخاتم ووضعته في قطعة قماش اخرجتها من احدي القواقع الموجوده أمامها ولفته بالقماشه
وقالت لي خذي الخاتم ولا تخرجيه من تلك القماشه الا بعد أن اذن لكي فيما بعد حين  نلتقي مجددا
سألتها كيف سنلتقي ومتي واين وانتي في مكان وانا في مكان آخر بعيد؟ 
ولماذا فعلتي هكذا بالخاتم؟ 
أسئلة متعدده القيتها عليها ولكن كانت اجابتها قاطعه
سوف اجيبك عن تساؤلاتك في حينها سنلتقي يا ريم سنلتقي يا ابنتي ستجديني عما قريب
هنا اقترب أصدقائي مني والتفوا حولي وطلبت بعض  صديقاتي من العرافه ان تضرب لهم الودع او تقرأ لهم الكف
نهضت من مكاني وانا انظر اليها وهي لا تبالي لي 
مشغوله مع صديقاتي
تغير حالي من وقتها حتي أن الجميع لاحظ اني لا أرغب فالمرح معهم او حتي الاستمتاع بالوقت المتبقي قبل انتهاء الرحله، ادعيتُ اني أشعر ببعض التعب ولا أستطيع أن اشاركهم
حاول كثير من أصدقائي ان يخرجوني من تلك الحاله الا انني كنت ادعي السعادة والابتسامه معهم ولكن دون الشعور بها حتي اتي وقت الرحيل والعودة الي القاهرة وجلست فالحافلة بجانب الشباك وطوال الوقت وانا شاردة و مشغوله بأمر تلك العرافه وما حدث معها 
حتي فتحت حقيبة يدي واخرجت منها الخاتم الملفوف بقطعة القماش، فلم أخرجه منها كما طلبت مني، ولكن تملكني فضول ان انظر الي الخاتم بعد أن تغير لونه في يديها واعرف ماذا حدث له، وما كدت ان افتحه حتي وجدت ان الحافله التي نركبها قد انحرفت بسرعه غريبه وكاد الخاتم ان يقع من يدي  مما ادي الي حالة من الذعر بيننا
 بدء السائق في  تهدئة السرعة حتي توقف بالحافلة فقام أصدقائي بمعاتبة السائق ولكن كان للسائق رده الذي الجمهم جميعاً 
اخبرهم انه وهو يسير بتلك السرعة وجد طفل يعبر من امامه مما اضطره ان ينحرف بعيدا عنه حتي لا يدهسه
 كانت علامات الزعر علي السائق وهو يتحدث حتي انه اخذ يشرب الماء وكأنه لم يشرب منذ ايام رغم محاولاته ان يطمئننا الا انه هو من يحتاج الي من يطمئنه
 نزل بعض من الشباب المرافقين لنا فالرحله ليبحثوا عن الطفل الذي اخبرهم السائق عنه منذ قليل ولكن كيف لطفل ان يتواجد في مكان مثل هذا صحراء بها جبال والظلام حالك فتحوا أضواء هواتفهم وبدأو يبحثوا عن الطفل بخطوات قبل أن تتوقف الحافله ولكن لا شئ
منهم من تهكم عليه وأخبره انه أصابته تهيؤات او أصابته ضربة شمس ومنهم من قال ان المخدرات تفعل اكثر من ذلك
، اما السائق الذي بدأت علامات الرعب من الموقف تزول شئ بشئ من علي ملامحه حاول أن يأخذ الكلام بدعابه ولكنه أكد لهم ان ما رأه كان حقيقي
عاد الشباب الي الحافله وتحركنا مرة اخري في طريق العودة ومر الموقف كأن لم يكن، كنت قد ارجعت الخاتم الي حقيبتي مرة اخري
 ومع تعب اليوم استسلمت للنوم بعد ، ساعات لم أعرف عددها كم نمت فيها وجدت إسراء صديقتي توقظني من نومي تخبرني اننا دخلنا القاهرة. ، استيقظت وكأني نمت لأيام طوال لم أشعر بالوقت ولا بحركة الحافله حتي وصلنا الي نقطة التجمع التي التقينا فيها قبل أن نذهب الي رحلتنا بميدان عبد المنعم رياض كنت قد ركنت سيارتي بالجراچ القريب من الميدان ، ودعت أصدقائي وأخذت حقائبي وذهبت ووضعتهم في سيارتي عائدة الي المنزل في منطقة الرحاب ووضعت بالكرسي بجانبي حقيبتي الصغيره
 كانت الساعه قاربت علي العاشرة مساءا تملكني صداع كاد ان يشج رأسي توقفت أمام احدي العربات التي تصنع المشروبات الساخنه فالطريق وطلبت قهوة علها تساعدني علي ان يهدأ الصداع الذي انتابني خصوصا انني معتادة علي احتساء القهوة بكثرة ولم احتسي  منها  اليوم سوي كوبين فقط
أثناء انتظاري لأخذ قهوتي فتحت حقيبة يدي اطالع للمره الثانيه القماشة التي بها الخاتم وبداخلي فضول لماذا طلبت مني تلك العرافة ان لا افتحها قبل أن تخبرني هي ولماذا اصدقها
 أمسكت بقطعة القماش وبدأت افتحها لاجد الشاب الذي يقدم لي القهوه وقد فزع وانسكبت منه القهوة انتبهت له بسرعه اعتذر لي بشده وقال ان قطة سوداء كبيره ظهرت له فجأة من تحت سيارتي وانقضت علي قدمه ولكنها هربت بسرعه وقد فزع منها ، ظل يعتذر كثيرا واخبرني انه سيجلب لي غيرها في أقل من دقيقة اخذت نفس عميق ورفضت ان انتظر بحجة اني متأخرة علي موعد ولكني اصريت ان ادفع له ثمن القهوه التي انسكبت منه لكنه رفض ولكن أمام الحاحي وافق ابتسمت له واخبرته انني سأعود غدا لاحتسي القهوة من عنده مرة اخري ولكن دون ظهور قطط
انطلقت بعدها بسيارتي ولازال الصداع يطرق رأسي ولكني حاولت أن اتناساه
رن هاتفي لاجدها امي
أين انتي يا ريم الان
انا فالطريق أقل من نصف ساعه ان شاء الله واكون بالمنزل
توخي الحذر يا ابنتي تأتي بالسلامه
حاضر يا امي لا تقلقي
في رعاية الله يا ريم
انهيت المكالمة وقومت بتشغيل اغاني كنوع من التسليه تؤانسني المسافه المتبقيه
وصلت المنزل كانت أمي في انتظاري فهي رغم أنها تعلم اني  كثيراً ما  أعود متأخرة نظرا لظروف عملي أحياناً  او خروجي مع أصدقائي بشكل مستمر  أحياناً اخري ، ولكنها تظل قلقه حتي أعود فأنا وهي وحدنا نسكن في تلك الشقه التي امتلكنها منذ ما يقرب من خمس سنوات وقبلها كنا في شقة جدي بمدينة نصر فبعد وفاة والدي منذ عشر سنوات طلب جدي من والدتي ان نأتي ونعيش معه خصوصا ان شقته الكبيره لا يعيش سواه فيها ونحن أيضا نعيش وحدنا وافقت امي وبعنا شقتنا ووضعت امي ثمنها فالبنك كنوع من التأمين لي ، حيث كان جدي يتكفل بنا فهو ليس لديه أبناء سوا والدتي التي كان يحبها كثيرا وانتقل حبه الي انا ايضا حيث كان يرعاني كل الرعايه حاول أن يعوضني فقدان الاب فقد فقدت الابوة مرتان مره بموت والدي واخري بوفاة جدي الذي ترك فيا أثر كبير
 تحدثت مع امي عن اليوم وعن الرحله وكيف استمتعنا ورويت لها حكاية العرافه تلك الحكايه التي ادهشت امي وازعجتها كثيرا ولكنها أخبرتني ان لا أصدق هؤلاء الدجالين فهم مهنتهم الكلام وان يوهموكي بانهم يقرأون المستقبل والمستقبل بيدي الله
ولكن حين اخبرتها انها عرفت اسمي دون أن اقوله لها أخبرتني حتماً سمعته من احدي صديقاتك وهي تنادكي دون أن تدري انتي انها تتابعك
كان لكلام امي بعض الإقناع حتي الخاتم أخبرتني انها قد تكون وضعت اي ماده دون أن الاحظ غير لون الخاتم وانا صدقت انه قد تحول من تلقاء نفسه أخبرتني ان انسي أمرها وان اخلد الي النوم لارتاح من عناء السفر  ، وبالفعل دخلت غرفتي بعد أن اخذت حمام دافئ وصنعت لي امي فنجان من الينسون عله يهدئني بدل القهوه كي استطيع النوم
قبل أن أنام تذكرت امر الخاتم فتحت حقيبتي ابحث عنه لكنني لم اجده فأين ذهب ، بحثت جيدا وافرغت الحقيبه فلم أجده تذكرت انه قد يكون سقط من يدي داخل سيارتي حين كنت انتظر القهوة وما حدث والقطة السوداء
تنهدت طويلا وكأني كنت أريد أن اري الخاتم قبل أن أنام ولكن التعب بدء ان ينال مني وخلدت الي النوم
في الصباح تعلن الشمس انها بزغت بنورها عالارض اعلن المنبه انها الثامنه صباحاً موعد استيقاظي فرغم اني عدت بالأمس السبت لكن لابد أن اذهب الي عملي فالبنك فأنا  اعمل في بنك والمساء مذيعه في احدي قنوات الراديو الشهيره ، فقد رفضت ان اترك عملي بالبنك لاني من النوع الذي يحب العمل كثيرا واعرف كيف اوفق بين الاثنين
دخلت امي توقظني كعادتها ليكون وجهها البشوش  اول ما اري حين استيقظ
اخذت قهوة الصباح التي تعدها لي امي لكن دون رضا لأنها ترغب ان اتناول الإفطار اولا ولكن دون جدوي من كلامها
اعدت نفسي للنزول وركبت سيارتي وانطلقت ذاهبه الي عملي وأثناء انتظاري بأحدي الإشارات وكأني اري عين قطة او حيوان ما لونه اسود  أمام المقعد الذي بجانبي ليفزعني المشهد  ، وكتمت صرختي بيدي علي فمي لاعاود النظر فلا  أجد شئ ولكن وجدت قطعة القماش السوداء التي بها الخاتم امسكتها ووضعتها علي الكرسي بجانبي وجسدي يرتعش فتُحت الإشارة ولم اتيقن اليها السيارات من خلفي تطلق نفيرها انتبهت بسرعه وانطلقت وانا احاول ان اسيطر علي نفسي حتي وصلت الي البنك  وقد زال التوتر الذي كنت فيه بدأت افكر فيما يحدث لي من الأمس ولكن كلام امي عاد الي ذهني وطرد اي افكار اخري اخذت الخاتم ووضعته في حقيبتي مره اخري لحين أعود الي المنزل اري ماذا سأفعل فيه 
مر اليوم بالعمل كعادته عادي لا شئ جديد فيه حتى اني  ميعاد انصرافي اتصلت ببسنت صديقتي المقربه اسألها هل سنتقابل الليله لكنها أخبرتني انها مجهدة من رحلة امس ولن تستطيع الخروج اخبرتها انني أيضا سأرتاح تلك الليله دون سهر او خروج وخصوصا ان اليوم ليس لدي راديو 
وفي أثناء عودتي للكومبوند الذي اسكن فيه  وعند مدخل البوابه التي اعتاد ان ادخل منها وجدت شئ لم اتوقعه
العرافه نعم هي العرافه جالسه بالقرب من البوابه، توقفت بالسيارة جانباً ونزلت منها متوجها اليها وكأنها تعلم اني سأراها وأذهب اليها  ، جلست امامها ولكن تلك المره كانت ابتسامه خفيفه تعلو وجهها قالت لي ،  ألم اقل لكي اننا سنلتقي قريبا
سألتها كيف عرفتي مكاني ولماذا انا بالذات
قالت ألم اقل لكي لا تحاولي ان تفتحي قطعة القماش وتاخذي الخاتم الا حين اقول لكي كنتي ستتسببي في إيذاء أصدقائك بالأمس
اتسعت عيناي مندهشه تذكرت السائق والحافله والطفل الذي ظهر أمامه
القطة السوداء والقهوه
ما حدث فالصباح داخل السياره
ربطت كل تلك الأحداث بعضها البعض 
وقولت لها بصوت ملجلج انتي كنتي وراء ما حدث لنا
ردت بسرعه وبحزم لا بالقطع لا ولكن هناك من حاول تحذيرك فقط وردعك من ذلك انا اخبرتك ان لا تفتحيها لانك اذا فتحتها كانت طاقه من الشر ستفتح معها
زاد اندهاشي اكثر وقولت لا أعلم عن اي طاقة شر تلك التي تتحدثين عنها
قالت ان الانسان احيانا يجبر علي دخول معارك لا دخل له بها سوا انه اقترب من منطقة محرم الدخول فيها ولكن بدون قصد
الخاتم يا عزيزتي هو مكمن الشر 
قصة ذلك الخاتم فقد اشتريته من احدي المواقع الاجنبيه علي الانترنت بعد أن تم ارسال رساله لي بها عرض لموديلات من الخواتم الفضه ولعشقي للفضه وجدت هناك خاتم ظهر أمامي عدة مرات وكأنه يقول لي انا ما تبغين
فارسلت في طلبه بعد أن كتبت مقاسات اصبعي وبالفعل أتاني بعدها بأيام قليله ومنذ ان ارتديته و حدثت معي اشياء غريبه ربطتها الان ببعضها
 امي تهوي تربية الطيور ومحبه لها جدا فاليوم التالي من شرائي الخاتم فالصباح وجدنا ان العصافير الخمسه داخل القفص ميته وكثير من الريش قد نزع منها فاعتقدنا ان فأر او عرسه دخلوا الي القفص ولكن ذلك لم يحدث من قبل اتذكر حزن امي عليهم
اما بالنسبه للورده التي اهدتني ايها صديقه لي ووضعتها امامي في ماء وسكر كي تظل ايام مثل ما أتت مزهره وجدتها فاليوم التالي وقد ذبلت بسرعه غريبه
حتي انني منذ أن ارتديت ذلك الخاتم وجدت ان اصابعي انتفخت قليلا ولم استطيع ان البس اي خاتم اخر معه ولكن هو الوحيد الذي ارتديته دون مشاكل 
نظرت الي وانا سارحه اتذكر كل تلك الأحداث وكأنها تقرأ ما يدور في راسي
قالت لي الان عرفتي لماذا أردت أن اجعلك تخلعي ذلك الخاتم ولكن تلك البدايه وليست نهاية المشكله
فقد بدأت الحرب يا عزيزتي وانا هنا كي اساعدك
قولت لها اي حرب ومع من وما قصة ذلك الخاتم ولماذا انا
قالت هل قرأتي في كتاب غلافه اسود وكان موضوع في جراب من الحرير الأحمر 
وكأني لم أعد أندهش من انها تعرف الكثير مما لم أخبرها به وتذكرت ذلك ،. وقلت لها نعم ولكن كان ذلك منذ فترة حين طلبت مني والدتي ان اذهب الي شقة جدي التي كنا نعيش فيها وان اجلب لها بعض الأشياء من هناك  ، فبعد وفاة جدي منذ خمس سنوات اي قبل انتقالنا الي الرحاب بناءا علي رغبة امي ولا اعلم لماذا طلبت ذلك وقتها ولكنها قررت ان تغلق الشقه ولا تبيعها رغم المبالغ التي عرضت عليها مقابل ان تبيعها  ، دخلت الي غرفة جدي اتذكر ايامي معه ولكني لاحظت صندوق يمكن لأول مره في حياتي الاحظه في غرفته صندوق خشبي صغير الحجم كان موضوع بجانب سريره فتحت الصندوق وجدت ذلك الجراب الأحمر وداخله الكتاب بغلافه الجلد الأسود وأوراقه كأنها من بردي او نوع غريب من الأوراق التي لها رائحه غريبه لم أستطع وقتها ان اقرا ما كان مكتوب فيه لعله بكتابه فارسيه او لغة من اللغات الكرديه ولكن ما فسرته وقتها بعض الأسماء الغريبه
وفي نهاية الكتاب بعد أن تفحصته  سريعا كتابة بالعربية استطعت ان اقرئها مكتوب وكأنها بخط يد جدي 
(إن الذي اخفاك وقيدك بقيود الحفظه واطفأ نار شرك في جوف الحفره لن ينحل عنك إلا بدمي ومعدن الفضه) 
وقتها سارت قشعريره في جسدي وبروده ولكني أثرت ان ارجع كل شيء الي مكانه وأن لا أخبر والدتي
قالت لي العرافه 
 والدتك نفس فصيلة دم والدها وليس والدتها أليس كذلك وانتي فصيلة دمك مثل والدتك وليس والدك اليس كذلك ايضاً
تنهدت وتسارعت انفاسي لقد عرفت عننا كل شيء حتي فصيلة الدم اذاً لم تكن مثلما قالت لي امي انها دجاله
سألتها بعصبيه كيف عرفتي كل ذلك وما سرك علا صوتي لاجد ان من حولي نظروا الي
حاولت أن اهدأ من نفسي ولكن هي ثابته ملامحها صلبه
 قالت انا هنا كي اساعدك من الشر الذي يحيط بكي ولا اريد اي شيء سوي ان احميكي صدقيني
قولت لها اذا ستأتين معي الي المنزل كي نتحدث فالأمر وكأنها تعلم اني سأقول ذلك تحركت معي الي السيارة 
و ركبت معي ، ذهبنا الي المنزل فتحت باب الشقه لاجد امي وقد وجدتني برفقة تلك السيده العرافه وقد بدا عليها الانزعاج وقالت بنبرة غاضبة 
من تلك السيده التي معكي
قولت لها انها العرافه التي اخبرتك عنها بالامس
قالت ولماذا أتيت بها الي هنا؟
قالت العرافه بنبرة هادئه انا هنا كي احمي ابنتك يا ثريا
بدا الانزعاج علي كلانا انا وامي كيف عرفت اسمها هي أيضا
ذهبت الي والدتي ووقفت بجانبها متشبثة بيديها والخوف يتملكني اكثر كلما اجد تلك العرافه تقول اشياء عننا
قالت لها امي وكيف عرفتي اسمي؟
قالت العرافه لأمي لقد اجبت علي ابنتك بالامس علي تلك السؤال
فقولت لأمي قالت لي ان كل منا مكتوب اسمه علي جبينه لا يستطيع قراءة الأسماء الا من حباه الله بعلمه أليس كذلك
قالت العرافه نعم هو كذلك
دعتها امي للدخول والجلوس وكأنها استسلمت لأمر انها تعلم اشياء اكثر مما ينبغي
وقصصت علي امي ماحدث معي اليوم وما رويته للعرافه عن موضوع الكتاب لأجد ان امي انزعجت بشدة وظهر علي ملامحها التوتر وكانت المفاجأة  ان امي تعلم بأمر الكتاب وتعلم ما فيه
وقالت آن جدي كان مهتم بعلم اللغات والكتابات القديمه وفي احدي السفريات للمغرب من سنين طويله حيث كان في شبابه وقتها وكان في سوق الحبوس بالمغرب وجد مكتبه قديمه وفيها رجلا يبيع كتب عربيه وانجليزيه وكتب بعدة لغات  ، ولفت نظره ذلك الكتاب الذي كان ملقي علي الارض فتحه وبدء يقرأ ما فيه بحكم تعلمه لبعض اللغات والكتابات وقد سأل التاجر من أين اشتري هذا الكتاب
 ليخبره التاجر ان هناك رجلا غريب الأطوار  جاء اليه فالصباح  واعطاه مجموعه الكتب ولم ياخذ مقابلهم ومنهم كان ذلك الكتاب وكان داخل جراب احمر وقام التاجر باعطاء ابي الجراب وسأله عن قيمته قال التاجر ان الرجل أعطاه اياة بدون أن يتقاضي شئ ولكنه سييبعه له ب5 سنتيمات وهي اقل عمله من الدرهم لان التاجر اخبره انه لم يدفع مقابلها اي شئ
اخذ والدي الكتاب وبدا يعرف ما يحتويه فهو يحتوي علي كتابات سحر وطلاسم وتحضير لأنواع معينه من الجان
فقد استدعي ذلك أن ابي قام بتحضير جان انقلب وقتها علي والدي
أثناء حديثها شعروا جميعهم بهزة خفيفه ارعبة ريم ووالدتها اما العرافه فقد ظلت دون أي حراك ولم يبدوا عليها أي تعبيرات ولكنها قالت اكملي يا ثريا اكملي. 




Share To: