هند بنت النُّعمان - ولُقِّبت بالحُرقة لجمالها- من شاعرات الجاهلية التي ذاع صيتهنّ لجمال شكلها ومنطقها، طلبها كسرى عظيم الفرس للزواج ورفضت طلبه فقام بحبس والدها النُّعمان بن المنذر إلى أن مات في حبسهِ، وهدد جميع القبائل العربيِّة بالغزو إن هم أجاروها فامتنعت القبائل عن مساعدتها. وقالت في مصابها هذا
ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻣﻄﻌﻢ
ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻓﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻋﻮﺩ
ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺴﺐ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺟﻤﺔ
ﺃﻧﻲ ﺃﻣﻮﺕ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩ
ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﻳﺔ ﻣﻮﻟﺪﻱ
ﻣﻠﻜﺎ ﻳﺰﻭﻝ ﻭﺷﻤﻠﻪ ﻳﺘﺒﺪﺩ
ﻓﺪﻫﻴﺖ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺩﻫﻴﺔ
ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﺍﻟﺴﻤﻴﺬﻉ ﺃﻃﺮﺩ
ﻭﻏﺸﻴﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ
ﺫﺍ ﻣﺮﺓ ﺣﺴﻦﺍﻟﺤﻔﻴﻈﺔ ﻳﻮﺟﺪ
وبعد تخاذل القبائل وشيوخها عن مساعدتها أجارتها الشاعرة #صفية_بنت_ثعلبة متحدِّيةً كسرى ما دفع الأخير لتنفيذ تهديده في معركة ذي قار فكتبت صفية لأخيها عمرو
"حافِظ عَلى النسبِ النفيسِ الأرفعِ
بِمدجّجين مع الرماحِ الشرّعِ
وَصوارم هنديّة مصقولةٍ
بِسواعدٍ موصولةٍ لم تمنعِ"
هكذا كانت مكانة المرأة في العصر الذي يرمونه بالجاهليّة، المرأة شاعرة تتحدى أقوى الملوك ولا يغريها سلطانه، والمرأةُ شاعرةٌ تجيرُ مظلومةً وتحميها دونما أدنى اكتراثٍ لتهديدٍ أخاف رجالات القبائل الأخرى.
والله لا جهلَ ولا تأخر إلا في عصرنا!
Post A Comment: