"لِمَ شِبْتَ"؟ يَسأَلُني رَفيقُ شَبابي
مُـستَـغـرِبًا بَـعـدَ التَّسـاؤُلِ مـا بـي

وَيَقُـولُ  : نَحـنُ تَرائِـبٌ ، كُنَّا مَعًـا
أَنَّـى سَبَقْـتَ بِشَيبَةٍ ، وخِضـابِ ؟

فَأَجَبْتُهُ  : شَتَّانَ بَينِيَ والَّذي
قَطَعَ الحَياةَ بِنَشوةٍ ، وتَصابي

أَنَا يا صَديقي كُنتُ رَهنَ صَبابةٍ
والحُبُّ بَيتٌ مُشرَعُ الأَبوابِ

أَرجُو الوِصالَ ولا وِصالَ ، ولَيتَني
بَعدَ الصُّدودِ حَفِظْتُ بَعضَ إِهابي !

حاوَلتُ جَهدِيَ أَنْ أُطالِعَ وَجهَ مَنْ
أَهوى ، ولَكِنْ صَدَّني بِحِجابِ

وجَفا الحَبيبُ ، فَكَيفَ كَيفَ أطيقُ أَنْ
أَحيا ، ومَعنى جِيئتي كَذَهابي !

في كُلِّ أَمرٍ أَرتَجيهِ يَصُدُّني
حَظِّي التَّعِيسُ ، وكَثرَةُ الأَسبابِ

لا شَيءَ يُسعِدُني ، ويَمسَحُ دَمعَتي
أَو مَنْ يُخَفِّفُ كُربَتي ، وعَذابي

أَمَلي الَّذي طُولَ الحَياةِ رَقبْتُهُ
مَرَّ الغَداةَ مُخادِعًا  ، كَسَحابِ

فَغَدَتْ بوارًا جَنَّتي ، ومَلاعِبي
قَفرٌ ، وتَرقُبُ في الظَّلامِ إِيابي

حَتَّى أَخِلَّائي وأَهلِيَ لَمْ يَعُد
لِي بَينَهُمْ مَأْوىً ، وِطِيبَ شَرابِ

أَنَا يا رَفيقَ صَبابَتي مُتَحطِّمٌ
كالقَاربِ المَكسورِ وَسطَ عبابِ

أَنَا يا رَفيقيَ مَحضُ طَيفٍ عابرٍ
كالنَّجمِ يَعبُرُ قابِضًا بِشَهابِ

أَنَا يا رَفيقيَ سَاهِمٌ ، مُتَحيِّرٌ
أَسعى لأَبْنِيَ ، والبِنا لِخَرَابِ

ما زِلتَ تَسأَلُ يا رَفيقَ صَبابَتي  :
"لِمَ شِبْتَ"؟ ما أَسلَفتُ كانَ جَوابي  !!



Share To: