لم أتقن في طفولتي قيادة الدراجة، لأن الزمن دولاب، وأنا أكثر رأفة من قوانين الفيزياء التي تجمل الرحيل بمساحيق السرعة والتسارع.
عندما كنت أرافق أبي لنبيع في السوق، كنا نجر الدراجة راجلين غالبا، فالزجاجة الموتورة التي تطعن جلد الدولاب، تتربص بنا كل يوم، وعامل التصليح لا يميط الأذى عن الطريق، إنه يحب بقبقة الدواليب المتقوبة حين تختنق في برميل مائه.
الأطفال الذين يمتطون العصي، أكثر وعيا من فيثاغورث، إن المستقيمات اللواتي لا يصرن دراجات للأطفال، لن ينجبن أحلاما.
حين قال لي نيوتن: ستسقط عن الدراجة بفعل الجاذبية، أكلت تفاحة، وركبت الريح، إن الدراجة الغير مزودة بكاشف مسافات، لا تقيس كم قطعنا من الحلم، وكم تبقى...
لم يتبقى إلا كل شيء، لذلك أربط دراجتي بعروة حول خصر الكرة الأرضية، وأضرب الجرس، إن اللصوص يخافون قليلا من الله وكثيرا من الموسيقى...



Share To: