تزوجي صيدلانياً | الكاتب اليمني عبد الوهاب محمود النصاري

تزوجي صيدلانياً يراكِ كلّ يوم عقاراً جديداً يستطب به، أحبيه رجلاً كيميائياً ينبئك كلّ ليلة ٍعن خصلة من خصلات شعركِ يصنع منها عقار .

أن تحبي صيدلانياً ذلك يعني أنك كلّ يوم شكل صيدلاني مختلف في قلبه،أنتِ علاجه الأبرز يتناولك كلّ صباح، ثم يصوغك مستحلب أو معلق في زجاجة قلبه ويمنحك مخبر مدرج ثابتاً في واجهة الأذين الأيمن.

أحبيه هو رجل التجارُب والإثارة دوماً،

يتواجد معكِ في الليالي الساخنة دون حامل أو مذيب، يحضر مجهزاً بكلّ أدوات العشق ، ويعرف كيف يستثمر اللحظة حين يدنو منكِ. يتناول جسدكِ بمقاييس مختلفة ويحيط بتفاصيل أنوثتك دون أن تفوتة مثقال ذرة واحدة،

يحرص دوماً على التوغل في الأغشية، ثم يكتفي بك حين يدرك مقدار تركيزكِ،ومقدار أنحلالك بالشحوم ، ومدى تأين مشاعركِ ومحبتك للماء، وحين يصل إليك يتوزع بالأعضاء ذات التدفق الدموي العالي؛ فلا يلتفت لغيرك قط..!

هو عاشق متمرس على التفاعلات الكيميائية يشعل الليالي بحركة فم واحدة، ولا يرتاح ضميره مالم يشبع لهفتك وفضولك بكلّ الطرق الممكنة (فموي ،سطحي، وريدي ،عضلي )

يجيد إنتزاع المرض؛كي يعبر عن حبه لكِ خاليا من أي أعراض جانبية وإن لم يكن موجود يخلق وعكةً؛ كي يحقق الهدف ذاته .

أن تعشقي صيدلي فلا مجال للمرض والبرود والملل بينكم ؛فحبيبك معالجاً ماهر يتقن كسر الملل بجرعة واحدة وينقلكِ لعالم مختلف بقبلةٍ طارئة..!

هو رجل المعامل، مليء بتغيرات ؛لكنه عاشق شفاف لا تنشرح نفسه ما لم يشرح لك كلّ شيء،فنياً لا ينام قبل أن يبسط لك قلبه تتعاطينه كيف تشائين،

عيونه مفتوحة على كلّ أوزان أنواثتك يرى فيك ما لا ترين في نفسك،يتنصت على طقطقة قلبكِ،ويجيد التنبؤ برغباتك ثم يعمل كلّ ما بوسعه لاشباع رغبتكِ .

هو  رجل جرئ يحبكِ علمياً؛لكنه عاشقكِ الكتوم يموت ولا يفشئ أسرار حبك تجارياً،أنت مصدر رزقهُ الغزير يحافظ عليك كما يحافظ صيدلي على مصدر علاجه،كوني جريئة في حبه،تدفقي معه بكلّ حرية، سيحبك ويحفظ أسراركِ ولن يفرط بك قط..!

أحبيه أخصائياً ينتقي لكِ الأزهار ،والثمار ،والجذور بعنايةٍ فايقة، ويكتب لك الغزل بطرق كيميائية،تجارية كانت أو علمية ..

هو مندوب علمي لبقاً يجيد إغوائك بالأصناف،يمجد جمالكِ كما ينبغي ويطعمُ قلبكِ قطرةً قطرة ،ويتقن أمتصاص الغزل من فمك بسهولة، يفهم بأعراضكِ الجانبية ولا يخطئ في استيعاب مقصدك أبداً،أحبيه بجنون إذا لن تتعبي معه،أنتِ محظوظة إن ظفرتي به .

أحبيه خبيراً كما سلف أو أكاديمياً يجيد الإهتمام بتفاصيل الحسابات الغرامية،أعشقيه طبيباً معالجاً ينبهكِ كل لحظة أنه يحبك،يكررها على مسمعك قبل وبعد العشاء وحال النوم .

أحبيه صيدلياً يعشق التفاعلات والمركبات ويتجاوز كلّ المعوقات ؛كي يصل إليك،أحبيه عاشقاً يغادرك صباحاً ويعود لك في المساء بتركيز عالي ،أحبيه بكل الطرق ؛ كي تكسري جمود العشق،وتربحي حرارة العاطفة ..!

أحبيه صيدلياً،كيميائياً كان أو سريرياً،أكاديمياً أو فنياً في كلّ الحالات هو حسب دستور الأدوية سيحبك بتجرد كما أنتِ عليه،وسيذوب فيكِ كلّ ليلةٍ،عاشقة جديدة كما التقاكِ أول مرة..!