وقفت المرأة وحيدة يلفها برد الشتاء
وكنت أقف خلف زجاج النافذة أرقب الشوارع والأضواء التي أضفت حلة راىعة تزينت بها الأجواء
والحق انها لاحت لي عقدا في جيد حسناء
قال أحدهم
مخاطبا ثلة تحيط به
أعتقد أنها باىعة هوى
أضاف
كاشفة الساقين في عز الشتاء
لعنة الله عليها أنى حلت
هؤلاء النسوة أفسدن البلاد والعباد
وأضاف حانقا
ليت لي سيف الحجاج
أضاف مستدركا
حتى الحجاج غلبته امرأة تسمى هندا
أو هكذا يقال
ربت الآخر على كتفه
هون عليك لقد رأيت رجلا يقف بجوارها وأغلب الظن أنه العشيق ولابد أنه دخل إلى المحل ليشتري عشاء الليلة الساخنة
تبسم الرجل
كنت على يقين ياصديقي أنا لاأخطيء الظن
المرأة في زماننا لاتستطيع العيش بعيدا عن الفراش
قال الثالث معلقا
تبدو متقدمة في السن
ولا أحسب سيدة في مثل سنها تقدم على فعل مخل بالحياء
ضحك الرجل الأول ولوح من خلف الزجاج
وقف الشيخ وعصاه في يده اليمنى
قال مخاطبا
اتقوا الله ياجماعة
هذه أعراض الخلق والخالق وحده يفتح باب الجنة لمن يشاء
سكت الثلاثة كأن على رؤوسهم الطير
كنا لانزال في أماكننا حين وقف صاحب الفندق لاهثا
سأله صاحب العكازة مستفسرا
مابال تلك المرأة
جلس اللاهث قليلا
ونطق اخيرا
أضاعت ولدها وسط الزحام ولكننا وجدناه أخيرا لقد وصلت لتوها من سفر بعيد
قال الرجل الأول هامسا
لا يمكنني أن أصدق قوله
لابد أن يكون صاحب الفندق قد قضى وترا
حينها رفع الشيخ عكازه وأشتد الصراخ
Post A Comment: